وجملة النار المسخن بها ما يسخن أيضا ضعفية المقاومة تدفع بأدنى قوة. فكيف يكون لها، لو كان التسخين بها لا بالمخض، أن تقدر أجزاؤها على خرق الجسم المجتمع فى الإناء الصلب وتحريكه والنفود فيه، حتى تختلط به، ثم تبلغ أن توجب تموجه بالمداخلة تمويجا انبساطيا يقاوم كل الصلب؟ ثم كيف يدخل منه فى الإناء الصلب إلا قدر ما يسع، إما فى خلاء أو فى مكان أخلاه عن غيره لنفسه؟ فإذا امتلأ لم يكن يدخل، فلم يجب انشقاق؛ لأنه الانشقاق هو بسبب أن المحشو فى الإناء ليس يسع الإناء وما لم يدخل فى حشوه، بعد ذلك، شىء فمن المحال أن يكون باطنه لا يسع غيره، بحيث ينشق عنه؛ بل إنما يكون لا يسعه، بحيث لا يدخل فيه. فإن دافع فإنما يدافع المداخل. فيجب إما أن يقل الإناء، وإما أن يشقه حيث المدخل. وربما كان الإقلال أيسر مؤونة من شق آنية من حديد أو نحاس. فلم لا يقل، بل يشق فى موضع غير مدخله؟
وأنت إذا تأملت تولد نفاخات الغليان المحشوة جرما مندفعا إلى فوق ينشق عنه الغالى، ويتفشى هو فى الجو، تولدا بعد تولد، بحيث لو جمع حجم الجميع لبلغ أمرا عظيما، صدقت بأن ذلك ليس لنار تدخله، وصدقت بصحة القول بالاستحالة فى الكيف، والاستحالة فى الكم، ورايت الشىء يصير أضعافا مضاعفة بنفسه من غير زيادة جرم عليه.
صفحہ 111