200

شعر شعبی فلکلوری

الشعر الشعبي الفولكلوري: دراسة ونماذج

اصناف

5

المواسم والبكائيات الجنائزية إلى عصور موغلة في القدم فيما قبل القبائلية، كاشفا النقاب عن ازدواجية الموقف من المتوفى من خلال ممارسة طقوس الدفن والجناز، بما يشير إلى الخوف من الميت وحاجة الأحياء لحماية أنفسهم منه عن طريق المبالغة في الإغراق في الأكل الجماعي عقب الدفن المعروف ب «السدة»، والإشادة بفضائل الميت ومناشدته بطلب العون، مثلما يتضح من بكائياتنا ونصوصها التالية: «يا سبعي، يا جملي، هات إيدك، يا عمود البيت، يا ضي القمر، ما انت مسافر - أو غائب - وتاركنا يتامى» وهكذا.

كما أشار إلى ما بها من تكرار، بل وعبارات هزلية لا تتفق ومراسم الجنازات.

وأشاد بقدرة الندابات المحترفات ومدى ما بها من طاقات شعرية، وكيف أن شاعرا مرموقا مثل «نيكروسوف» قد استفاد من إحدى المعددات في قصيدته «من يحيا سعيدا في الروسيا؟» •••

ولم يصادفني طيلة جمعي بكائيات أو عديد من ذلك النوع الذي عادة ما يصاحب الرحيل إلى الجندية أو الجهادية والحرب ومعاداتها، وتكثيف مثل هذه النصوص للأوضاع الاجتماعية والحياتية.

لكن صادفني خلال تعاملي مع الندابات المحترفات والهاويات أو الغاويات الظروف أو المراثي التي تقال حسب «حالة» الميت وعمره، سواء أكان ولدا لم يبلغ أو أنه بلغ، تزوج أو لم يتزوج، وكذا ما يتصل بالمسجوعات في حالة موت أب أو أم أو شيخ أو ولي أو إنسان سلطوي عالي الهامة.

كذلك تتدخل ظروف الوفاة متطلبة بكائيات بعينها، فالوفاة الطبيعية تخالف الموت في حوادث، كالحريق والاغتيال والأخذ بالثأر والكوارث القدرية.

وأكثر هذه الظروف والملابسات الفاجعة تتمثل في موت الشبان والشابات - البالغين - قبل زواجهم، حيث تجري مراسم جنازاتهم ب «المزيكة الحزايني»، وأحيانا بجوقة ندابات تشعل البلدة حزنا ودموعا لأيام.

ولا تختلف مراسم الجنازات في مصر كثيرا عنها سواء في المشرق العربي أو مغربه.

كما يتضح جليا في هذا الأنموذج لبكائية يمكن أن نحصل على نصوصها في فلسطين وبيروت والشام بعامة:

نامعلوم صفحہ