فقد روى خليفة بن خياط أنه كان بخراسان مائة ألف مقاتل، حين اغتيل قتيبة بن مسلم سنة ست وتسعين١.
ويحتمل أن الجدول السابق لا يتضمن إلا مقاتلة القبائل المختلفة بمرو الشاهجان وحدها. ومما يقوي هذا الاحتمال أن يزيد بن المهلب غزا جرجان سنة ثمان وتسعين بمائة ألف مقاتل من أهل الكوفة وأهل البصرة وأهل الشام ووجوه أهل خراسان والري، سوى الوالي والمماليك والمتطوعين٢وفي بعض الروايات أنه أغار عليها بأكثر من ذلك قال البلاذري: "غزا جرجان في مائة ألف وعشرين ألفا من أهل الشام والجزيرة والمصرين وخراسان"٣. وقال الطبري: "يقال: كان يزيد بن المهلب في عشرين ومائة ألف، معه من أهل الشام ستون ألفا"٤. وإذا افترضنا أن أهل خراسان كانوا يشكلون سدس جيشه، وهم على الترجيح لم يكونوا يشكلون أكثر من هذه النسبة، لأن أبا الصيداء صالح بن طريف شكا إلى عمر بن عبد العزيز سنة مائة من أن عشرين ألفا من الموالي يغزون مع العرب بلا عطاء ولا رزق٥، فإن مجموع جنود القبائل العربية في جيشه كان مائة ألف.
ولم تتوقف الهجرات والبعوث عن خراسان بعد ذلك، بل بقيت تتدفق عليها، ففي سنة إحدى عشرة ومائة استعمل هشام بن عبد الملك على خراسان الجنيد بن عبد الرحمن فقدمها في خمسمائة٦. وبعد ذلك تكبد الجيش العربي خسائر فادحة في معركة الشعب بسمرقند، فاستمد الجنيد هشاما، فبعث إليه بعمرو بن مسلم في عشرة آلاف رجل من البصرة، وبعبد الرحمن بن نعيم في عشرة آلاف من أهل الكوفة٧.
ويزعم الشاعر خالد بن المعارك العبدي، المعروف بابن عرس، أن الذين هلكوا
_________
١ تاريخ خليفة بن خياط: ١: ٤٢١.
٢ الطبري ٩: ١٣١٩، وابن الأثير ٥: ٢٩.
٣ فتوح البلدان ص: ٣٣١.
٤ الطبري "طبعة دار المعارف" ٦: ٥٣٩.
٥ الطبري ٩: ١٣٥٤.
٦ الطبري ٩: ١٥٢٧.
٧ الطبري ٩: ١٥٤٥، وفتوح البلدان ص: ٤١٨، وابن الأثير ٥: ١٦٨.
1 / 45