الرد على شبهة: إذا دمرت قوات العراق لم يبق لإسرائيل ضد
وقد يقول قائل: ولماذا تُضرب القوة العسكرية العراقية ونحن بأمس الحاجة إلى إبقائها لكي نقاتل بها إسرائيل؟ من يقاتل إسرائيل؟ الذي يقول:
آمنت بـ البعث ربًا لا شريك له وبالعروبة دينًا ماله ثاني
من يقاتل إسرائيل؟ من يرضى بشعار البعث:
سلامٌ على كفرٍ يوحد بيننا وأهلًا وسهلًا بعده بجهنم؟!
أين عقول الأمة؟ إذا كان لنا في هذه المنطقة عدوان: إسرائيل والعراق، فإن ضرب العراق عسكريًا يجعل العدو واحدًا، إذا كان أعداؤك اثنين فاجعلهم واحدًا ففي هذا مصلحة، إذا كانت دول التحالف جاءت للحفاظ على النفط، فإنك أنت أيضًا مستفيد من المحافظة على النفط، وإلا ماذا سنفعل به؟! نشرب النفط إذا ما جاءوا من أجل حراسته والعناية به؟! وقد أثبت الواقع أننا بحاجة إلى قوات أجنبية.
هل كان جيشنا على المستوى العسكري المؤهل عددًا وتعدادًا في مواجهة قوى العراق؟! قولوها صريحة وجدت شابًا في مجلس قال لي: ﴿كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ [البقرة:٢٤٩] قلت: والله يا أخي! قول الرسول أبلغ بعد قول الله جل وعلا: (خير السرايا أربعمائة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولن يغلب اثنا عشر ألفًا من قلة) لكن اثنا عشر ألفًا لا أنا ولا أنت منهم، من الذين يقاتلون إذا كان الله جل وعلا لا يحابي صحابة نبيه في ترك السنن والأخذ بالأسباب، في أحد يقتل سبعون من الصحابة بترك سنة من السنن، تدخل حلقتان من حلق المغفر في رأس النبي ﷺ؛ يشج رأسه؛ تُكسر ثنيته ﷺ، ما هناك محاباة في السنن، نأتي بعد غفلة طويلة لكي نقاتل العراق، ونظن أننا والله ستتنزل علينا الكرامات من ابتداء ما ندخل حتى ننتهي، لا.
إن جاء شيءٌ من التثبيت فهذا بحمد الله وفضله ومنّه، لكن الواقع يشهد أن الأمة ليست على مستوى مقابلة الجيش العراقي الذي جاوز المليون، لا في الإعداد الفردي الإيماني، ولا حتى في الإعداد العسكري، فكانت الحاجة ماسة إلى قوة أجنبية وللأسف إن الذين خالفوا فتوى العلماء في هذه المسألة الآن يعظون أنامل الندم في هذا، ولست أقصد أحدًا بعينه.
ومن قال في هذه المسألة قولًا فإن أصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر، حتى لا يظن البعض أنني أعرض بالدعاة أو بعض من تكلم في هذه المسألة، أحبابنا ومشايخنا ودعاتنا من الفضلاء الذين تكلموا في هذه القضية أقول: غاية ما هنالك إن أخطئوا فلهم أجرٌ واحد بدلًا من أن يكون لهم أجران:
وإذا الحبيب أتى بذنب واحدٍ جاءت محاسنه بألف شفيع
أنسينا ما لهم في الدعوة إلى الله؟! أنسينا ثباتهم؟! أنسينا مواقفهم؟ كم هدى الله بهم من الضلالة؟! كم أنار الله بهم من عقول الغافلين؟! كم هدى الله بهم من الضلال من المسلمين؟! لكن الحقيقة يا إخوان هناك مسائل ينبغي أن نتعود على أخذها بالهدوء واللين والحكمة.
1 / 24