76

شیطان یعظ

الشيطان يعظ

اصناف

فقالت بهدوء: لا يداخلني شك في ذلك. - أعتقد أن والدي يعرف أيضا. - نعم. - إنها تنتظر أحد مصيرين، الموت أو السقوط. - ربما يوجد طريق ثالث.

فتساءل بلهفة: ما هو؟ - أريد أن أستمع إليك أولا.

فتردد قليلا، ثم قال: نحن قوم ذوو ضمائر حية. - هذه هي المشكلة.

فتشجع قائلا: الواجب يقضي علي بأن أحميها حتى أتزوج منها ...

خفق قلبها منذعرة وسألته: هل تدري ما يعنيه ذلك؟ - طبعا بكل أبعاده، وأدري أيضا ما يعنيه الغدر، وقد لقنت على يديك - ويدي أبي أيضا - مبادئ لا يجوز أن تنسى.

انحبست الاعتراضات في حلقها وتورد وجهها حياء، أما هو فتساءل: أليس كذلك.

فلم تجد بدا من أن تقول: بلى.

وجفلت من أن تشير له إلى ما تم الاتفاق عليه بينها وبين محمد فتحي، فرددت في نفسها «إذا بليتم فاستتروا». سيقع ما كانت تحذره إلا إذا انبرى أبوه لإنقاذ الموقف. تخيلت عنايات زوجة لمحمود وأمها حماة له فغاص قلبها في صدرها. غاص قلبها رغم أنها تتذكر تماما أن جدتها لأمها لم تكن ترتفع درجة واحدة عن أم عنايات، وأن جد زوجها كان فراشا في مدرسة! وإذا بمحمود يقول: ولكن توجد مشكلة أخرى.

حدجته بنظرة مستطلعة، فقال بحياء وتلعثم: إني في حكم الخاطب. - خاطب؟! - يوجد اتفاق لم يعلن بعد بيني وبين فردوس سمير جارتنا.

ذهلت جمالات حقا. إنها تعرف فردوس، كريمة المرحوم سمير المعلم، وهي صديقة حميمة لأمها جارتها منذ ربع قرن. أسرة طيبة ومحترمة، بكريها طبيب في الأرياف، وفردوس فتاة تكبر محمود بخمسة أعوام، لم تتم تعليمها، ذات ثروة محترمة، ولكنها سيئة الحظ لأنها عاطلة من الجمال، لا حظ لها منه رغم أناقتها المبالغ فيها، كما أنها تترك في نفس محدثها ما يثير السخرية لتصورها أنها محدثة لبقة واسعة الاطلاع. سألته بدهشة: هل تحب فردوس؟

نامعلوم صفحہ