72

شیطان یعظ

الشيطان يعظ

اصناف

فتح عينيه ثم تساءل: ماذا أيقظك؟ - إني في حاجة إليك ...

طار النوم وحل محله قلق ثم تساءل: الموضوع نفسه أم شيء جديد؟ - نفسه!

تزحزح جالسا وهم يتمتم: لم يطمئن قلبي أبدا.

وصبت عليه الحقيقة صبا لتتخلص من قبضتها الخانقة حتى أسند رأسه إلى راحتيه وهو يقول: كارثة!

وتبادلا النظر في حيرة فتركها حتى تساءلت: كيف نتصرف؟ - ليتك ما سمحت لها بالبقاء؟ - ما كان ذلك ليخفف من الجريمة.

وإذا به يقول في خشونة: جمالات، الكلام عن الأخلاق شيء والسلوك الأخلاقي شيء آخر تماما، وقد حرصنا طيلة عمرنا على الاستقامة، فلم يرسب في تاريخنا ما نخجل منه، وأنشأنا أبناءنا على مثالنا.

فتساءلت في أسى: وما النتيجة؟ - لم تصادفنا تجربة بهذه القسوة، كيف نتصرف؟ لنكن واقعيين، لقد وقعت جريمة ولكن لن نعدم لها الأعذار الطبيعية المناسبة. - ليكن، ولكن المهم في تصرفنا بعد ذلك.

فقال بنبرة لم تخل من غيظ: هذا صحيح، فما التصرف الصحيح؟ إنه واضح، وهو أن يتزوج محمود من البنت التي شاركه فيها أخواه وهم لا يعلمون، بذلك نسترها ونكفر عن خطيئتنا وننقذها من الموت، فهل أنت قادرة على الحل الصحيح؟

أرخت جفنيها في ذل وانكسار، فقال: هذا هو الواجب، الكلام سهل أما الواجب فهذا هو، وهو كفيل بهز مستقبله ويجعلنا مضغة أفواه المحبين قبل الكارهين، إني أعرف تشددك وتقواك ، عظيم، افعلي ما ترينه صوابا ...

ها هو يلقي عليها الحمل. كأنما يتحداها. يخيرها بين الذل والجريمة. وهي تمقت الجريمة ولكنها تجزع أمام الحل الصحيح. هذه هي الحقيقة التي تصفعها. وعوضا عن الإجابة دمعت عيناها. ولم يتراجع عن خطه فقال: ما جدوى الدموع؟ القرار عسير، خذي مهلة كافية للتفكر ...

نامعلوم صفحہ