شیطان بنتور
شيطان بنتاءور: أو لبد لقمان وهدهد سليمان
اصناف
قال: قد انتدبنا يا بني للنظر والاختبار، واستقراء أحوال العرب في هذه الدار؛ فما لنا لا نتلبس بلباس المحكوم، ونتردى ثياب المؤتمر؛ لكي ننظر بعينيه، ونسمع بأذنيه؛ فإن كان شقيا بدولة القوم، تعبا بحكومتهم، عرفنا ذلك بالخبر لا الخبر، وشفعنا له عند عمرو أو عمر؛ وإن كان ناعما في ظلهم، راضي العيشة على عهدهم، أخذنا بنصيب من حاله، ووقفنا على حقيقة أمره.
قال الهدهد: وبينما نحن في الحديث لم نبرح المكان، هتف هاتف بالأذان، ودقت بالناقوس يدان، فلم أدر إلا ونحن على الفسطاط، في زي قسيسين من الأقباط؛ فضحكت من نفسي، وعجبت لاختلاف يومي وأمسي، والتفت إلى النسر فرأيته يبتسم كذلك؛ فتمثل بهذا البيت من الشعر، وهو من قصيدة لي في مديح العباس:
قد بشر الناقوس بالمسلم ال
عادل من قبل بشير الأذان
قلت: هذا مما حليت به العباس يا مولاي، فكيف نزعته عنه وكسوته عمرا؟
قال: بضاعة عمرو ردت إليه؛ فلا والنفس والخلود، ودين الآباء والجدود، ما فتح لأبوة العباس في مصر إلا بسر هذه الراية، ولا دخلوها إلا ليعزوا هذه الآية؛ على أن الشعراء كثيرا ما يمدحون زيدا ويعنون عمرا؛ وقد صدق صاحبنا من حيث كذب في قوله:
وإن جرت الألفاظ يوما بمدحة
لغيرك إنسانا فأنت الذي تعني
3
قلت: إنك لتزري بأصحابك يا مولاي.
نامعلوم صفحہ