في خلوتي لا الخوف من تبعاتها
الكريم لا يبالي بسلطان القانون ولا سطوة السلطان ولا حكم الجماعة؛ لأنه في غنى عن هؤلاء جميعا بسلطان من قلبه لا يغفل ولا يضعف، وسطوة من وجدانه لا تلين، ولوم من نفسه لا ينقطع. كذلك نريد الناس أحرارا إلا من سلطان الوجدان، كراما يستحيون من أنفسهم قبل أن يستحيوا من الناس.
لا ترجع الناس من غيها
ما لم يكن منها لها زاجر
الثلاثاء 13 شعبان/30 مايو
طلبة العلم
قرأت البارحة في إحدى جرائد مصر أن طالبا في كلية طب تعسرت عليه إجابة الأسئلة في امتحان شفاهي في التشريح، فعمد إلى مسدس في جيبه فأطلق منه رصاصة على الأساتذة - وكانوا ثلاثة؛ مصريا وإنكليزيين - فأصيب أستاذ إنكليزي في ذراعه، ولم يسعف الطالب مسدسه بعد الرصاصة الأولى، بل هجم على الأستاذ الثاني يضربه بالمسدس على رأسه، واستطاع الأستاذ المصري أن يمسك به ويستعين بأحد الموظفين على نزع المسدس من يده.
وقال الأستاذ المصاب: إن هذا الطالب كان قليلا ما يحضر محاضرات التشريح، وكان أحيانا يدخل إلى المحاضرة وفي فمه سيجارة أو شطيرة.
وقرأت أن طلبة في كلية التجارة نظروا في أسئلة الامتحان فصعبت عليهم الإجابة، فما زالوا يشكون ويضجون بين حين وحين، والأساتذة يعدونهم التخفيف وينصحون لهم حتى انتهى تذمرهم إلى الهياج وتحطيم الكراسي في قاعة الامتحان وزجاج النوافذ.
ستنتهي هاتان الحادثتان بعقاب المعتدين، ولن يبحث في أصل الداء ليهتدى إلى الدواء، لن تبحث الجامعة أو وزارة المعارف أو أساتذة علم النفس أو الاجتماع في مقدمات هذه النتائج المحزنة.
نامعلوم صفحہ