157

أكتب هذا ونحن في بحر العرب.

الجمعة 22 محرم/3 نوفمبر

في بحر العرب والمحيط الهندي

سرنا منذ الأمس في بحر العرب، فرأينا سمكا يثب ورأى بعض المسافرين دلفينا ورأينا قروشا وسمكا طيارا وحيتانا وثعابين.

قلت: أكثر ما روى السائحون من عجائب، وما لفقه القصاصون من غرائب، كان موطنه هذا البحر؛ بحر العرب، والمحيط الهندي الذي يتصل بهذا البحر.

كان العرب يبحرون من سواحل الجزيرة العربية أو البصرة - وكانت تسمى ثغر الهند - إلى سواحل السند والهند فيرون من أهوال البحر وعجائبه ما يقصون على مواطنيهم حين يعودون، ويتزيدون ويغلون؛ إكبارا لأسفارهم وتهويلا لأخطارهم - كما قص جند الإسكندر المقدوني حينما رجعوا من غزوات إيران والهند.

والسندباد معناه بالفارسية «ريح السند» فهذه قصة موصولة بأسفار السند وما بعدها.

وفي هذا البحر؛ بحر العرب، صارت جيوش العرب أيام بني أمية لفتح السند، سارت جيوش في البر وأخرى في البحر، ونزلت الجيوش المبحرة قريبا من كراچي التي نؤمها اليوم على هذه السفينة، ويلتمس الباحثون اليوم آثار الديبل أول المدن التي فتحها العرب في السند، على مقربة من كراچي صوب المشرق.

والعرب القدماء الذين باسمهم سمي هذا البحر، انتشروا في جزره وسواحله وجاوزوه إلى شواطئ أفريقية وإلى جزر الملايو وأبعد منها، فتاجروا ونشروا الإسلام وقربوا بين الأمم والأوطان.

السبت 23 محرم/4 نوفمبر

نامعلوم صفحہ