Sharh Usool I'tiqad Ahl al-Sunnah by Muhammad Hassan Abdul Ghaffar
شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي - محمد حسن عبد الغفار
اصناف
من مناقب ذي النورين عثمان بن عفان ﵁
ويلي الشيخين في الفضل عثمان ﵁ وأرضاه وإن كان فيه خلاف إلا أن الأمة أجمعت عليه بعد ذلك الخلاف، فقد كان رأي أبي حنيفة والثوري ومن المتأخرين الشوكاني تقديم علي على عثمان ﵁ وأرضاه، والخلاف هذا معتبر، لكن الصحيح الراجح أن عثمان يقدم على علي بالنص أيضًا إذ إن عثمان هو الخليفة الثالث، وخلافته جاءت صحيحة بإجماع المهاجرين والأنصار، لأن عمر ﵁ وأرضاه قال: إن كنت سأستخلف، فقد استخلف من هو خير مني -يريد أبا بكر -، وإن كنت لا أستخلف أي: لا أنص كتابة، فما استخلف من هو خير مني يريد أن النبي ﷺ لم يكتب لـ أبي بكر لكنه أشار إليه كما تقدم، ثم قال: هي في هؤلاء الستة الذين مات الرسول ﷺ وهو عنهم راض، وعدهم: عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله ﵃ أجمعين، قال العلماء: أما عبد الله بن عمر ﵁ وأرضاه وإن كان لا يقل فضلًا عن هؤلاء، إلا أن أعباء الخلافة جعلت عمر ﵁ وأرضاه ينحيه عنها حيث قال: له المشورة وليس له من الأمر شيء.
فترك الزبير صوته لـ علي وترك طلحة صوته لـ عثمان، وتنحى عبد الرحمن بن عوف ﵁ وأرضاه وسعد بن أبي وقاص عن الأمر، فحصر الأمر في علي وعثمان، قال عبد الرحمن بن عوف: والله لقد درت على النساء في خدورهن فما عدلوا بـ عثمان أحدًا، وهذه دلالة على أن المهاجرين والأنصار بالنظر الثاقب قدموا عثمان.
ومما يؤثر عن ابن عمر ﵁ وأرضاه أنه قال: (كنا في عصر رسول الله ﷺ نقول: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان).
وقد خطب علي ﵁ في الناس وقال: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ومن قدمني على أبي بكر وعمر جلدته ثمانين جلدة حد المفتري، ثم قال: والله أعلم بمن أفضل بعد ذلك، فلم يخير عثمان عليه.
وهنا يجدر بمن يقدم علي على الشيخين إن كان يحب عليًا أن يستمع لكلامه، ورد في الأثر أن محمد بن الحنفية قال لـ علي: من أفضل الأمة بعد النبي؟ قال: أبو بكر، قال: ثم من؟ قال: عمر قال: فاستحييت أن أقول له: ثم من؟ فيقدم عثمان عليه، مع أن في قرارة نفسه أن عثمان أفضل من علي ﵁ وأرضاه.
وبذلك علم فضل عثمان ﵁.
وأشهر فضائل عثمان أنه ختن رسول الله ﷺ على بنتيه، وورد في الآثار أنه قال: (لو كانت الثالثة لأنكحتك إياها).
1 / 11