145

رب العالمين.

[وجه انه لا قرين له تعالى]

وبمقارنته بين الأمور عرف ان لا قرين له

لأنه قرن الوجود بالماهية، والفصل بالجنس، والصورة بالمادة، والمعلولات بعللها، والنفوس بالأجسام، وفي المركبات ظاهر لا يخفى، فدل ذلك على أن لا قرين له بالبيان المذكور؛ ولأن المقارنة تدل على الحدث الممتنع من الأزل كما ذكرنا [1] ؛ ولأن كل شيء بالنسبة إليه هالك فكيف تتحقق المقارنة؛ وأيضا، هي تستلزم الاشتراك في أمر لا محالة، وهو سبحانه لا يشاركه شيء في شيء.

ضاد النور بالظلمة والجلاية بالبهم والجسو بالبلل والصرد بالحرور بيان لمضادته بين الأشياء بذكر أمثلة منها. والنور أعم من النور المعقول والمحسوس وكذا مقابله. والجلاية: الوضوح. والبهم: ضدها. والجسو: الصلابة.

في القاموس: جسا كدعا جسوا: صلب، فيكون المراد بالبلل، اللينة. وفي نهج البلاغة: «والجمود بالبلل» وقد عبر بالجمود عن اليبوسة، وبالبلل عن الرطوبة وهذا أظهر. و«الصرد»: البرد وهو معرب.

مؤلف بين متعادياتها

كالحرارة مع البرودة والرطوبة مع اليبوسة.

مفرق بين متدانياتها

كتفريق الصور عن المواد، والنفوس عن الأبدان، وتفريق أفراد الطبيعة بعضها عن بعض بالفصول والتشخصات والحصص عن الكل باختلاف الأعراض إلى غير ذلك. مما لا يحصى.

صفحہ 160