108

وذلك ينافي الوحدة المحضة الحقيقية؛ فاعرف.

[المعرفة بالمثل لا تؤدي الى الحقيقة]

ولا حقيقته اصاب من مثله

إذ ليس له سبحانه مثال في العقل ولا في الخيال، ولا مثال له في الخارج حتى يعرف به. فمن زعم انه عرفه بالمثل والمثال، فلم يصب حقيقته. على ان المعرفة بالمثل، لا يؤدي إلى الحقيقة؛ إذ المثل، هو المماثل إما في الذات أو في الأعراض والصفات، فلو كان له سبحانه مماثل في الماهية فبمعرفة مثله- وإن أمكن معرفة ماهيته لكن- لا يمكن معرفة حقيقته الخارجية وكذا لو كان له عز شأنه مماثل في الأعراض؛ إذ معرفة الشيء بالعوارض [1] لا يؤدي إلى معرفة حقيقته وذاته.

ولا به صدق من نهاه

«نهى» تنهية: بلغ منتهاه وذلك لأن التصديق اليقيني والإيمان الحقيقي بالله جل مجده، هو انه لا يبلغه العقول وانه لا نهاية له سبحانه كما ورد: لا منتهى لغايته، فمن زعم انه وصل إليه فلم يصدق به، وإنما وصل إلى غيره. ويحتمل أن يكون المعنى ليس التصديق بانه بلغ إلى [2] منتهاه، تصديقا؛ إذ يمتنع حصول هذا التصديق لأحد غيره عز شأنه.

[لا يكون هو سبحانه مقصودا بالإشارة]

ولا صمده من اشار إليه

صفحہ 123