Sharh Tatheer Al-I'tiqad by as-San'ani - al-Rajhi

Abdul Aziz bin Abdullah Al Rajhi d. Unknown
82

Sharh Tatheer Al-I'tiqad by as-San'ani - al-Rajhi

شرح تطهير الاعتقاد للصنعاني - الراجحي

اصناف

إبطال كرامات الصوفية وخوارق العادات عندهم بعدما أنهى المؤلف الرسالة أتى بسؤال يتعلق بالصوفية وبالسحرة. قال المؤلف ﵀: [فإن قلت: قد يتفق للأحياء وللأموات اتصال جماعة بهم يفعلون خوارق من الأفعال يتسمون بالمجاذيب، فما حكم ما يأتون به من تلك الأمور فإن هذه جلبت القلوب إلى الاعتقاد بها؟ قلت: أما المتسمون بالمجاذيب الذين يلوكون لفظ الجلالة بأفواههم، ويقولونها بألسنتهم، ويخرجونها عن لفظها العربي فهم من أجناد إبليس اللعين، ومن أعظم حمر الكون الذين ألبستهم الشياطين حلل التلبيس والتزيين، فإن إطلاق الجلالة منفردًا عن إخبار عنها بقولهم: (الله، الله) ليس بكلام ولا توحيد، وإنما هو تلاعب بهذا اللفظ الشريف بإخراجه عن لفظه العربي، ثم إخلاؤه عن معنى من المعاني، ولو أن رجلًا عظيمًا صالحًا يسمى بزيد، وصار جماعة يقولون: زيد زيد، لعد ذلك استهزاء وإهانة وسخرية، ولا سيما إذا زاد إلى ذلك تحريف اللفظ. ثم انظر هل أتى في لفظ من الكتاب والسنة ذكر الجلالة بانفرادها وتكريرها؟ والذي في الكتاب والسنة ما هو طلب الذكر والتوحيد والتسبيح والتهليل، وهذه أذكار رسول الله ﷺ، وأدعية آله وأصحابه خالية عن هذا الشهيق والنهيق والنعيق الذي اعتاده من هو عن الله وعن هدي رسوله وسمته ودله في مكان سحيق. ثم قد يضيفون إلى الجلالة الشريفة أسماء جماعة من الموتى مثل ابن علوان أحمد بن الحسين وعبد القادر والعيدروس، بل قد ينتهي الحال إلى أنهم يفرون إلى أهل القبور من الظلم والجور، كـ علي رومان وعلي الأحمر وأشباههما، وقد صان الله ﷾ رسوله ﷺ وأهل الكساء وأعيان الصحابة عن إدخالهم في أفواه هؤلاء الضلال، فيجمعون أنواعًا من الجهل والشرك والكفر]. المؤلف ﵀ يرد شبهة في هذا الموضوع حيث يقول: إنه قد يتفق للأحياء والأموات أن يتصل بهم جماعة يفعلون خوارق من العادات يتسمون بالمجاذيب، فما حكم الإنكار إليهم؟ وما حكم فعلهم؟ يقول المؤلف ﵀: هؤلاء يسمونهم المجاذيب الصوفية، وبعضهم يدعي أنه يتصرف بالكون، والمجاذيب يكونون ضعفاء العقول، ويزعمون أن بعضهم يسمى المجانين وأنه ليس له عقل، وقد يكون مرميًا في زبالة ويكون شعره وأظافره كلها متروكة ويقول: إن هذا من الأقطاب الذين يتصرفون في الكون، وهو مريض ولا عقل له، نسأل الله العافية. يقول: فهذا من الاعتقادات الفاسدة، وخوارق العادات التي تفعل عن طريق الشعوذة، ويقول: هؤلاء الذين يسمون بالمجانين -وهم الصوفية- يزعمون أنهم يذكرون، وهم يجعلون الناس على طبقات: عامة وخاصة وخاصة الخاصة. فالعامة كلهم من الأنبياء والرسل ذكرهم لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وأما الخاصة فيقولون: ما يحتاج إلى أن يقولوا: لا إله إلا الله، بل يكفي لفظ الجلالة: الله الله الله الله حتى إن بعضهم يجلس فيقول: الله الله من العصر وحتى يؤذن المغرب، ويدور حتى يسقط، فهذا ذكر المجاذيب، وهو ذكر الخاصة. وأما خاصة الخاصة فيقولون: ما يحتاج أن يذكر لفظ (الله) وإنما يأخذ الهاء، فيقولون: هو هو هو هو، وهوهه كالكلاب! فهذا ذكر خاصة الخاصة عند الصوفية، وهذه الكلمة (هو) ليست جملة مفيدة، فلابد أن تضيف إليها جملة أخرى حتى تفيد معنى، مثل الله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فالذي يقول: الله الله ما يسمى هذا ذكرًا؛ لأن الكلمة الواحدة ليست جملة مفيدة، فيسمون الأنبياء والرسل وأتباعهم بالعامة! ويسمون الذين يترقون عن هذه الدرجة وأنكروا أفعالهم وأسقطوا عنهم التكاليف يسمونهم الخاصة، وأذكارهم: الله الله الله! وخاصة الخاصة هم الذين وصل بهم الحال إلى القول بوحدة الوجود، وأذكارهم: هو هو هو هو! إشارة إلى الله. يقول المؤلف ﵀ منكرًا عليهم: الذين يلوكون لفظ الجلالة بأفواههم، ويقولونها بألسنتهم، ويخرجونها عن لفظها العربي، فهم أجناد إبليس اللعين، ومن أعظم حمر الكون -جمع حمار- الذين ألبستهم الشياطين حلل التلبيس والتزيين. يقول: فإن إطلاق لفظ الجلالة مفردًا عن إخبار عنها -بقولهم: الله الله- لم يكن كلامًا ولا توحيدًا، ولا جملة مفيدة، وإنما هو تلاعب بهذا اللفظ الشريف بإخراجه عن لفظه العربي، ثم إخلائه عن معنى من المعاني، ويضرب مثالًا فيقول: لو أن رجلًا عظيمًا صالحًا يسمى بزيد، فصار جماعة يقولون: زيد زيد زيد زيد، فلا يفيد شيئًا، وإنما يعد ذلك استهزاءً وإهانة وسخرية، فكذلك الذي قال: الله الله الله الله يكون سخرية واستهزاء، ولا سيما إذا زاد إلى ذلك تحريف اللفظ. ثم يقول: انظر هل أتى في لفظة من الكتاب والسنة ذكر الجلالة بانفرادها وتكريرها؟ هل أتى دليل من الكتاب والسنة يقول: اذكر الله الله الله الله؟ لا يوجد، فلابد أن تضيف إليها كلمة أخرى، إذ الذي فيها هو طلب الذكر والتوحيد والتسبيح والتهليل، وهذه هي أذكار رسول الله وأدعيه آله وأصحابه خالية عن هذا الشهيق والنهيق والنعيق، فقول: الله الله الله الله هو هو، هذا شهيق لا يوجد دليل يدل على أنه ذكر حتى تضيف إليها كلمة أخرى. ثم قد يضيفون إلى لفظ الجلالة الشريفة أسماء جماعة من الموتى، فهذا يقول: الله يا ابن علوان! يا عبد القادر! الله يا عيدروس! بل قد ينتهي الحال إلى أنهم يفرون إلى أهل القبور من الظلم والجور كـ علي رومان وعلي الأحمر وأشباههم، وقد صان الله سبحانه رسوله وأهل الكساء وأعيان الصحابة عن تلفظ هؤلاء الضلال بهم مع الله، يعني: هؤلاء يقولون: إن الله صان النبي ما يقولون: الله ومحمد، أو يقولون: الله أهل الكساء هو علي وفاطمة والحسن والحسين وصانهم الله عن أفواه هؤلاء، ما يقولون: الله يا حسين يا كذا، وما يجمعون أنواعًا من الجهل والشرك والكفر، لكن قد يقول بعض الشيعة هذا الكلام، ويفعلون كما ذكر المؤلف، يقول: الله وينسب إليه عليًا أو الحسن والحسين.

7 / 2