288

شرح طلعة الشمس على الألفية

شرح طلعة الشمس على الألفية

اصناف

أصحابنا لابد وأن يعلم أنه لا يتواطأ مثلهم على الكذب، فافهم هذه النكتة فإنها تنبني عليها معرفة مسائل"، أقول: وبمثل ما حققه يتضح في التحقيق من قول بشير رحمه الله تعالى بل هو الظاهر من قول أصحابنا، ولأجل مراعاة هذا المعنى اختلفت أقوال العلماء من أصحابنا وغيرهم في عدد من يحصل بخبرهم العلم فقيل: إذا كانوا خمسة فصاعدا حصل بخبرهم العلم ووجب القطع بصدقه، وقيل إذا كانوا عشرة فصاعدا، وقيل إذا كانوا اثني عشر واحدا فصاعدا، وقيل إذا كانوا عشرين فصاعدا، وقيل إذا كانوا أربعين فصاعدا واشترط بعض أصحابنا أن يكون في الأربعين ثقة، وقيل إذا كانوا سبعين فصاعدا إلى غير ذلك...، فالظاهر أن أرباب هذه الأقوال إنما أرادوا أن يعينوا أقل عدد يحصل بخبرهم العلم، فاختلفت أحوال المخبرين بالنظر إلى كل واحد من هؤلاء القائلين، فاتضح لبعضهم حصول العلم من خبر خمسة مع حصول الشرط المذكور فقال إنه أقل عدد يحصل به العلم واتضح للآخر حصوله من عشرة، وللآخر من عشرين وهكذا وعلى هذا المعنى فلا تنافي بين هذه المذاهب وإن كان الظاهر تنافيها لأنهم متفقون فيما يظهر على أن الخبر الذي يحصل به العلم هو خبر من يمتنع كذلهم عادة وعلى هذا فتوجه احتجاجاتهم التي ذكروها على موافقة أحوالهم التي ظهرت لهم والله أعلم .

صفحہ 10