117

شرح سنن أبي داود

شرح سنن أبي داود

تحقیق کنندہ

أبو المنذر خالد بن إبراهيم المصري

ناشر

مكتبة الرشد

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٠ هـ -١٩٩٩ م

پبلشر کا مقام

الرياض

وتر يحب الوتر " (١) . وهذا الأمر من الأمور الندبية، كقوله تعالى:
(فكاتبُوهُمْ) (٢)، والأولى أن يكون للإرشاد، والفرق بينهما:/أن
الندب لثواب الآخرة، والإرشاد لمنافع الدنيا، غير مشتمل على ثواب
الآخرة فافهم. وقد علم في الأصول أن الأمر يستعمل في أكثر من خمسة
عشر معنى.
قوله: " من فعل فقد أحسن " أي: من فعل الإيتار فقد أحسن في فعله،
أي: أتى بالفعل الحسن، ولتضمن " منْ " هاهنا معنى الشرط دخل في
جوابه الفاء.
قوله: " ومن لا فلا حرج " أي: ومن لم يفعل الإيتار فلا حرج عليه،
أي: لا إثم عليه. وقد دل معنى الحرج على أن الإيتار ليس بواجب،
وإنما هو مندوب كما ذكرناه.
قوله: " ومن استجمر فليوتر " الاستجمار: التمسح بالجمار، وهي
الأحجار الصغار، ومنه سُميت جمار الحج، وهي الحصى التي يرمى
بها، سمي استجمارًا (٣) لأنه يطيب المحل كما تطيبه الاستجمار بالبخور.
وقد قيل في قوله: " من استجمر فليوتر " إنه البخور، مأخوذ من الجمر
الذي يوقد فيه، وقد كان الإمام مالك يقوله ثم رجع عنه، ومعنى قوله:
" فليوتر ": اجعل الحجارة التي تستنجي بها فردًا، إما واحدة، أو ثلاثًا،
أو خمسًا، وبهذا احتج أبو حنيفة وأصحابه على أن الاستنجاء ليس فيه
عدد مسنون؛ لأن الإيتار يقع على الواحد كما يقع على الثلاثة.
قوله: " من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج " قال الخطابي (٤):
" معناه: التخيير بين الماء الذي هو الأصل، وبين الأحجار التي هي

(١) البخاري: كتاب الدعوات، باب: لله مائة اسم غير واحدة (٦٤١٠)، مسلم:
كتاب الذكر والدعاء، باب: في أسماء الله تعالى وفضل من أحصاها
(٢٦٧٧/٥، ٦) من حديث أبي هريرة.
(٢) سورة النور: (٣٣) .
(٣) في الأصل: " استجمارٌ ".
(٤) انظر: معالم السنن (١/٢٢) .

1 / 120