انْطَلَقت لِأَن كنت مُنْطَلقًا أَي انْطَلَقت لأجل انطلاقك ثمَّ دخل هَذَا الْكَلَام تَغْيِير من وُجُوه أَحدهَا تَقْدِيم الْعلَّة وَهِي لِأَن كنت مُنْطَلقًا على الْمَعْلُول وَهِي انْطَلَقت وَفَائِدَة ذَلِك الدّلَالَة على الِاخْتِصَاص وَالثَّانِي حذف لَام الْعلَّة وَفَائِدَة ذَلِك الِاخْتِصَار وَالثَّالِث حذف كَانَ وَفَائِدَته أَيْضا الِاخْتِصَار وَالرَّابِع انْفِصَال الضَّمِير وَذَلِكَ لَازم عَن حذف كَانَ وَالْخَامِس وجوب زِيَادَة مَا وَذَلِكَ لإِرَادَة التعويض وَالسَّادِس إدغام النُّون فِي الْمِيم وَذَلِكَ لتقارب الحرفين مَعَ سُكُون الأول وكونهما فِي كَلِمَتَيْنِ
وَمن شَوَاهِد هَذِه الْمَسْأَلَة قَول الْعَبَّاس بن مرداس ﵁
(أَبَا خراشة أما أَنْت ذَا نفر ... فَإِن قومِي لم تأكلهم الضبع)