99

شرح شعر المتنبي - السفر الثاني

شرح شعر المتنبي - السفر الثاني

تحقیق کنندہ

الدكتور مُصْطفى عليَّان

ناشر

مؤسسة الرسالة

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

پبلشر کا مقام

بيروت - لبنان

ويجول في نواحيه. وجانس بقوله يجول الموت في جواله؛ لأن حروف الأصل في يجول وفي أجواله واحدة، والمراد بالكلمتين مختلف، واتفاق هذا في الكلام هو التجنيس، وهو من البديع.
وَلَقَدْ خَبَّأتُ مِنَ الكلامِ سُلافَهُ ... وسَقَيْتُ مَنْ نَادَمْتُ من جِرْيَالِهِ
السلاف والسلافة: ما سال من الخمر دون أن يعصر، والجريال: صيغ أحمر، وما اشتدت حمرته من الخمر، يسمى جريالًا على المشابهة.
فيقول: إنه خبأ من الكلام أسهله وأفضله، وما هو منه كالسلاف في ضروب الخمر، وأظهر منه ما لا يدفع فضله، ولا ينكر حسنه، كالجريال في أنواعها، إلا أن الذي أظهره مع تقدمه دون الذي خبأه. يشير بهذا إلى قدرته على الكلام وإحاطته به.
وإذَا تَعَثَّرَتِ الجِيادُ بِسَهْلهِ ... بَرَّزْتُ غَيْرَ مُعَثَّرٍ بِجِبَالِهِ
ثم قال: وإذا بعد سهل الكلام على أهل الإحسان، وصعب انقياده لهم، صعوبة المقامات التي توجب ذلك، برزت هنالك غير مقصر في

1 / 255