171

شرح شعر المتنبي - السفر الثاني

شرح شعر المتنبي - السفر الثاني

تحقیق کنندہ

الدكتور مُصْطفى عليَّان

ناشر

مؤسسة الرسالة

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

پبلشر کا مقام

بيروت - لبنان

الذي تهيبته، وأعجزها الاشتمال عليه، يقصر يذبل مع عظمه عن فص خاتمه، ويخف عند ركابته كخفته، ويقل عند جلالته كقلته؟ تَضِيقُ بِشَخْصِكَ أَرْجَاؤها ... وَيَرْكُضُ في الوَاحِدِ الجَحْفَلُ ثم قال، مخاطبًا لسيف الدولة: تضيق أرجاء هذه الخيمة بشخصك إعظامًا له، وفي الواحد من تلك الأرجاء يركض الجيش العظيم، ويتصرف الجمع الكبير، فإنما ضاقت بك على طريق الإجلال لك. وَتَقْصُرُ مَا كُنْتَ في جَوْفِها ... وَيُرْكَزُ فِيها القَنَا الذُّبَّلُ ثم قال: وتقصر عند كونك في جوفها، مكبرة للاشتمال عليك، وتضطرب مستعظمة للاستعلاء فوقك، وذلك لجلالتك لا لصغرها وقصرها، ولهيبتك لا لتطأطؤها؛ لأن القنا الذبل تركز فيها لعلوها، وتقصر عنها لارتفاعها. وَكَيْفَ تَقُومُ عَلَى راحةٍ ... كَأنَّ البِّحَارَ لها أنْمُلُ ثم قال، باسطًا لعذر الخيمة في سقوطها: وكيف تقوم هذه الخيمة مشتملة على من البحار كالأنمل لراحته، يعمها بأيسر جوده، ويزيد عليها بأقل بذله؟

1 / 327