154

شرح شعر المتنبي - السفر الثاني

شرح شعر المتنبي - السفر الثاني

تحقیق کنندہ

الدكتور مُصْطفى عليَّان

ناشر

مؤسسة الرسالة

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

پبلشر کا مقام

بيروت - لبنان

فيقول: تعرض سيف الدولة الدهر كله متحكمًا فيه، مستوليًا عليه، يطبق منه فيما يقطعه، ويصمم إليه فيما يقصده. يشير إلى أن أموره فيه جائزة، وأحكامه عليه نافذة، وذكر التطبيق والتصميم على سبيل الإبداع فيما استعارة له من ذلك. فَجَازَ له حَتَّى عَلَى الشّمْس حُكْمُهُ ... وَبَانَ له حَتَّى عَلَى البَدْرِ مَيْسَمُ الميسم: العلامة التي يضعها المالك على ما يملكه. ثم قال: فجاز حكمه حتى حكم على ما لا يجوز الحكم عليه، وبان وسمه حتى وسم ما لا يبين الوسم فيه، وجعل ذكر الشمس والبدر كناية عن هذه العبارة، والعرب تفعل ذلك، تصف الممدوح بالقدرة على ما لا يقدر أحد عليه في الحقيقة، ليوجب له بذلك غاية القوة، وأبعد نهايات القدرة. كَأنَّ العِدَى في أرْضِهم خُلَفَاؤُهُ ... فإنْ شَاَء حَازُوها وإن شَاَء سَلَّموا يقول: كأن أعاديه من الروم وغيرهم، خلفاؤه في بلادهم، وعماله في قواعدهم، فإن أعرض عنهم، استمتعوا بالبقاء فيها، وإن غزاهم

1 / 310