شرح صحيح البخاري - أسامة سليمان
شرح صحيح البخاري - أسامة سليمان
اصناف
حكم الاختصاء للتفرغ لطلب العلم
السؤال
أنا طالب علم لم أقع في معصية قط، فهل يجوز لي أن آخذ المواد لقطع رجولتي لمواصلة الدراسة كما ينبغي؟
الجواب
ما معنى هذا الكلام؟ هل المقصود أن يختصي؟ (استأذن عثمان بن مظعون النبي ﷺ في أن يختصي فلم يأذن له).
انتبه أن تفكر في أن تختصي لطلب العلم، لا تفعل هذا، البعض يقول: أريد أن أتفرغ لطلب العلم.
فأقول: يا عبد الله! لا بد أن تكون متوازنًا بين طلب العلم والدنيا، فالجامعة حينما تبدأ يوازن الطالب بين الجامعة وبين أخذ درس أو اثنين بجانبها ويكفي، أو في الجمعة ويكفي، وينظم وقته، لكن بعض الإخوة كان متفوقًا قبل الالتزام، فأول ما يعفي اللحية ويقصر الثوب يضعف مستواه تمامًا، ويعيد السنة سنتين أو ثلاثًا، ماذا حصل؟ يقول: أنا متفرغ للعلم، لا.
دعك من شماعة العلم، فجدير بك في حال التزامك أن تتقدم، لا تكن نموذجًا سيئًا للإلتزام.
يقول الأخ في نفسه: أنا أجلس حتى شروق الشمس وأصلي ركعتين، ولأني سهران طوال الليل أذهب وأنام إلى الساعة الثالثة أو الرابعة، ثم يقابلني والده فيقول لي: يا شيخ! انظر لي حلًا في الولد فلان.
فأقول له: ما له؟ فيقول لي: يجلس في المسجد حتى الشروق، ثم يأتي إلى البيت ينام، نريد منه أن يأتي لنا بخبز أو غيره فلا نجد منه شيئًا، يأتي بعد الشروق إلى البيت للنوم إلى الساعة الثالثة بحجة جلوسه إلى الشروق.
وهذا سببه انعدام التوازن، مما يسبب سمعة سيئة للإلتزام، والملتزمين والله تعالى أعلم.
1 / 19