كل الناس يغدو، فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها» (رواه مسلم) .
[الشَّرْحُ]
سبق لنا الكلام علي الآيات التي ساقها المؤلف- ﵀ تعالي- في الصبر وثوابه والحث عليه، وبيان محله، ثم شرع ﵀ في بيان الأحاديث الواردة في ذلك.
فذكر حديث أبي مالك الشعري- ﵁ أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: الطهور شطر الإيمان» الحديث، غلي قوله «والصبر ضياء» فبين النبي صلي الله عليه وسلم في هذا الحديث أن الصبر ضياء؛ يعني أن يضيء للإنسان، عندما تحتلك الظلمات وتشتد الكربات، فإذا صبر؛ فإن هذا الصبر يكون له ضياء يهديه إلي الحق.
ولهذا ذكر الله- ﷿ أنه من جملة الأشياء التي يستعان بها، فهو ضياء للإنسان في قلبه، وضياء له في طريقه ومنهاجه وعلمه؛ لأنه كلما سار إلي الله ﷿ علي طريق الصبر؛ فإن الله تعالي- يزيده هدي وضياء في قلبه ويبصره؛ فلهذا قال النبي ﵊: «الصبر ضياء» .
أما بقية الحديث؛ فقال ﵊: «الطهور شطر الإيمان» .
الطهور: يعني بذلك طهارة الإنسان.
شطر الإيمان: أي نصف الإيمان.