Sharh Risalat Abi Dawood li Ahl Makkah
شرح رسالة أبي داود لأهل مكة
اصناف
شيخ الإسلام ابن تيمية قرر في الإيمان له أن جنس العمل شرط في صحة الإيمان، جنس العمل لا مفرداته، جنسه شرط، ولذلك يجعلون تعريف الإيمان المعرف بأجزائه وأركانه أنه قول واعتقاد وعمل، ولو قلنا: بأن جنس العمل ليس بشرط، أو أن تارك جنس العمل لا يخرج عن دائرة الإيمان ما كان لاشتراط العمل عند سلف هذه الأمة، والتأكيد عليه ما صار له قيمة.
طالب: يا شيخ الله يحفظك سؤاله الأول الذي ذكرت هذه الآن صارت ظاهرة، يقول. . . . . . . . .
التنازل عن أصول الدين؟
طالب: من أجل الدعوة.
لا، لا، الدعوة إذا لم تكن على المنهج السليم، على ما كان عليه النبي ﵊ وأصحابه، لكن يدعو إلى إيش؟ ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾ [(١٠٨) سورة يوسف] الذي لا يتبع الرسول على هذه السبيل ﵊ لا يدعو يا أخي.
طالب: لكن هذه مبرراتهم ...
لا، لا أبدًا، قد تقتضي مصلحة الدعوة التنازل عن شيء بالنسبة لأناس معينين، من باب التأليف حتى يتمكن الإيمان من قلوبهم، هذا له وجه، أما أن يتنازل على أصول الدين، ويدعو على غير سبيل النبي ﵊ وسبيل المؤمنين هذا لا وجه له ألبتة.
طالب: أحسن الله إليك، الاستدلال بأن العمل شرط في الإيمان، بقول الله ﷿: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ﴾ [(١٣٦) سورة النساء] فطلبهم بـ (آمنوا) وخاطبهم بمطالبة الإيمان.
على كل حال هذا قول عامة أهل السنة، أن العمل لا بد منه، وجعلوه ركن وجزء من تعريف الإيمان، والذي يقول هذا الكلام لا يستطيع أن يحرر الفرق بين مذهب الأئمة الثلاثة، ومذهب أبي حنيفة الموصوف بإرجاء الفقهاء.
يقول: ما قولكم في كتاب: في ظلال القرآن؟ هل تنصحوننا بقراءته مع العلم أننا نقرأ كتب سلفنا الصالح كتفسير ابن كثير وغيرهم؟
3 / 3