ويستحب أن يكون سابغا قصير العسيب، و(إذا) ظرف، والعامل فيه (سد فرجه) وهو الجواب.
(كَأَنَّ سَرَاتَهُ لَدَى البَيْتِ قَائِمًا ... مَدَاكُ عَرُوسٍ أو صَلاَيَةُ حَنْظَلِ)
سراته: ظهره، وإنما أراد ملاسة ظهره واستواءه، والمداك: الحجر الذي يُسحق
به، والمدوك: الحجر الذي يسحق عليه، ومداك: من داكه يدوكه دوكا إذا طحنه، ويقال: صلاءة وصلاية، كما يقال: عظاءة وعظاية؛ فمن قال عظاءة بناه على عظاء ثم جاء بالهاء، ومن قال عظاية بناه على الهاء من أول وهلة، وصلاية مشبهة بهذا.
ومعناه إنه يصف هذا الفرس ويقول: إذا كان قائما عند البيت غير مسرج رأيت ظهره أملس؛ فكأنه مداك عروس في صفائها واملاسها، وإنما قصد إلى مداك العروس دون غيره لأنه قريب العهد بالطيب، وصلاءة الحنظل؛ لأن حب الحنظل يخرج دهنه فيبرق على الصلاءة.
وروى الأصمعي (أو صراية حنظل) وروى (كأن على الكتفين منه إذا انتحى) والصراية: الحنظلة التي قد اصفرت؛ لأنها قبل أن تصفر مغبرة، فإذا اصفرت صارت تبرق كأنها قد صُقلت، وروى أبو عبيدة (أو صِراية حنظل) بكسر الصاد، وقال: شبه عرقه بمداك العروس أو بصِراية حنظل، وهو الماء الذي يُنقع فيه حب الحنظل لتذهب مرارته، وهو أصفر مثل لون الحلبة، يقال: صرى يصرى صريا وصراية.
(كَأَنَّ دِمَاَء الهَادِيَاتِ بِنَحْرِهِ ... عُصَارَةُ حِنَّاءٍ بِشَيْبٍ مُرَجَّلِ)
الهاديات: المتقدمات من كل شيء، ويريد بعصارة حناء: ما بقى من الأثر،
1 / 43