أعجازا) قال الأصمعي: معناه حين رجوت أن يكون قد مضى أردف أعجازا، أي رجع، و(ناء بكلكل) أي تهيأ لينهض، والكلكل: الصدر، وقال بعضهم: معنى البيت ناء بكلكه. . وتمطى بصلبه وأردف أعجازا، فقدَّم وأخر.
(أَلاَ أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيلُ أَلاَ انْجَلِى ... بِصُبْحٍ، وَمَا اْلإصْبَاحُ فِيكَ بِأَمْثَلِ)
(ألا انجلى) في موضع السكون، وشبهوا إثبات الياء فيه بإثبات الألف في قوله تعالى: (سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنْسَى) وبإثبات الألف أيضا في قوله:
إذا الجَوْزَاءُ أَرْدَفَتِ الثُّرَيَّا ... ظَنَنْتُ بآلِ فَاطِمَةَ الظُّنُونَا
وبإثبات الياء في قوله:
أَلَمْ يَأْتِيكَ وَالأنْبَاءُ تَنْمِي ... بِمَا لاَقَتْ لَبونُ بَنِي زِيَادِ
وبإثبات الواو في قوله:
هَجَوْتَ زَبَّانَ ثُمَّ جِئْتَ مُعْتَذِرًا ... مِنْ هَجْوَ زَبَّانَ لَمْ تَهْجُو وَلَمْ تَدَعِ
ومعنى البيت أنا معذَّب؛ فالليل والنهار على سواء، والانجلاء: الانكشاف، ويروى (وما الإصباح منك بأمثل) والتقدير: وما الإصباح بأمثل منك، فمنك منوي بها التأخير؛ لأنها في غير موضعها؛ لأن حق (من) أن تقع بعد أفعل، والمعنى: إذا جاء الصبح فإني أيضا مغموم، وقيل: معنى (فيك بأمثل) أن جاءني الصبح وأنا فيك فليس ذلك بأمثل؛ لأن الصبح قد يجيء والليل مظلم بعد، وفي تتعلق بأمثل.
1 / 36