268

شرح القصائد العشر

شرح القصائد العشر

ناشر

عنيت بتصحيحها وضبطها والتعليق عليها للمرة الثانية

أن كان أهواؤكم زينت لكم الغدر والخيانة بعد ما تحالفنا وتعاقدنا فكيف تصنعون بما هو في الصحف مكتوب عليكم من العهود والمواثيق والبينات فيما علينا وعليكم؟ وحذر الجور: أي لحذر الجور، وهذا يسميه النحويون مفعولا من أجله، وليس هو منصوبا بحذف اللام وإنما هو مصدر، أي حذرا أن يجور بعضنا على بعض أو يتعدى. (وَاعْلَمُوا أَنَّنَا وَإِيَّاكُمْ فِي ... مَا اشْتَرَطْنَا يَوْمَ احْتَلَفْنَا سَوَاءُ) يقول: إنما اشترطنا أن يكون الجنايات علينا وعليكم، فلم تلزموننا وحدنا ذلك؟ (أَعَلَيْنَا جُنَاحُ كِنْدَةَ أن يَغْ ... نَمَ غَازِيهِمُ وَمِنّا الجَزَاءُ؟) قال الأصمعي: كانت كندة أخذت خراج الملك وهربت، فوجَّة إليهم من قتلهم. وقال غيره: كانت كندة قد غزت تغلب، وقتلت فيهم وسبت، فقال: أتلزموننا ما فعلت كندة؟ (أَمْ عَلَيْنَا جَرَّى حَنِيفَةَ أو مَا ... جَمَعَتْ مِنْ مُحَارِبٍ غَبْرَاءُ؟) يقول: هل علينا في العهود والمواثيق التي أخذتموها علينا أن تأخذونا بذنوب حنيفة وما أذنبت لصوص محارب؟ والغبراء: الصعاليك والفقراء. وكان من حديث حنيفة التي ذكرها أن شمر بن عمرو الحنفي - وهو أحد بني

1 / 269