274

Sharh Nukhbat al-Fikr by al-Khudayr

شرح نخبة الفكر

ناشر

دروس مفرغة من موقع الشيخ الخضير

على طالب العلم أن يتحرى ويتثبت، جاء الوعيد الشديد بالنسبة لتفسير القرآن بالرأي؛ لأنك إذا فسرت القرآن برأيك جزمت بأن هذا هو مراد الله ﷿ من كلامه، ومثله إذا جزمت بأن هذا معنى الحديث كأنك نسبت إلى النبي ﵊ ما لم يرده، فهذا الباب حقيق بالتحري، جدير بالتوقي، فليتحرى خائضه وليتق الله ﷿ أن يقدم على تفسير كلام النبي ﷺ بمجرد الظنون، وكان السلف يتثبتون فيه أشد تثبت، فهذا الإمام أحمد إمام السنة سئل عن حرف منه فقال: "سلوا أصحاب الغريب"، الإمام أحمد ﵀ يقول: "سلوا أصحاب الغريب، فإني أكره أن أتكلم في قول رسول الله ﷺ بالظن"، وسئل الأصمعي عن معنى حديث: «الجار أحق بصقبه» فقال: "أنا لا أفسر حديث رسول الله ﷺ، ولكن العرب تزعم أن الصقب اللزيق"، وإذا كان اللفظ مستعملًا بكثرة لكن في مدلوله دقة احتيج حينئذٍ إلى الكتب المصنفة في شرح معاني الآثار وبيان المشكل فيها، وقد صنف الأئمة في غريب الحديث كتب كثيرة جدًا، كتب كثيرة جدًا، عشرات من الكتب في غريب الحديث لأهميته، وغريب الحديث غريب الألفاظ يختلف تمامًا عن الحديث الغريب الذي تقدم، وهو ما يتفرد بروايته راو واحد، وهنا المقصود به غريب الألفاظ، وهو ما يقع في المتن من لفظ غامض بعيد من الفهم قليل الاستعمال يحتاج إلى شرح، فإذا خفي معنى الحديث ووجد لفظة غريبة يقل استعمالها ودورانها احتيج إلى شرح الغريب من كلمات الحديث بواسطة الكتب المنصفة في الغريب.

8 / 34