314

شرح نهج البلاغة

شرح نهج البلاغة

ایڈیٹر

محمد عبد الكريم النمري

ناشر

دار الكتب العلمية

ایڈیشن

الأولى

اشاعت کا سال

1418 ہجری

پبلشر کا مقام

بيروت

فقام الأشعث بن قيس مغضبا ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إنا لك اليوم على ما كنا عليه أمس ، وليس آخر أمرنا كأوله ، وما من القوم أحد أحنى على أهل العراق ولا أوتر لأهل الشام مني ! فأجب القوم إلى كتاب الله عز وجل ، فإنك أحق به منهم ، وقد أحب الناس البقاء ، وكرهوا القتال .

فقال علي عليه السلام : هذا أمر ينظر فيه ، فتنادى الناس من كل جانب : الموادعة . فقال علي عليه السلام : أيها الناس ، إني أحق من أجاب إلى كتاب الله ولكن معاوية وعمرو بن العاص وابن أبي معيط وابن أبي سرح وابن مسلمة ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن ، أني أعرف بهم منكم ، صحبتهم صغارا ورجالا ، فكانوا شر صغار ، وشر رجال . ويحكم إنها كلمة حق يراد بها باطل ! إنهم ما رفعوها أنهم يعرفونها ويعملون بها ، ولكنها الخديعة والوهن والمكيدة ! أعيروني سواعدكم وجماجمكم ساعة واحدة ، فقد بلغ الحق مقطعه ، ولم يبق إلا أن يقطع دابر الذين ظلموا .

فجاءه من أصحابه زهاء عشرين ألفا مقنعين في الحديد ، شاكي السلاح ، سيوفهم على عواتقهم ، وقد اسودت جباههم من السجود ، يتقدمهم مسعر بن فدكي وزيد بن حصين وعصابة من القراء الذين صاروا خوارج بعد ، فنادوه باسمه لا بإمرة المؤمنين : يا علي ، أجب القوم إلى كتاب الله إذ دعيت إليه ، وإلا قتلناك كما قتلنا ابن عفان ، فوالله لنفعلنها إن لم تجبهم ! فقال لهم : ويحكم ! أنا أول من دعا إلى كتاب الله ، وأول من أجاب إليه ؛ وليس يحل لي ، ولا يسعني في ديني أن أدعى إلى كتاب الله فلا أقبله ، إني إنما قاتلتهم ليدينوا بحكم القرآن ؛ فإنهم قد عصوا الله فيما أمرهم ، ونقضوا عهده ، ونبذوا كتابه ، ولكني قد أعلمتكم أنهم قد كادوكم ؛ وأنهم ليس العمل بالقرآن يريدون . قالوا : فابعث إلى الأشتر ليأتينك ، وقد كان الأشتر صبيحة ليلة الهرير أشرف على عسكر معاوية ليدخله .

صفحہ 128