المبحث الثاني "التعريف بمسند الشافعي"
" مسند الإِمام الشافعي" مسند معروف متداول بين أهل الحديث والفقه، وهو كتاب لم يؤلفه الإِمام الشافعي ﵀، وإنما التقط من رواية أبي العباس الاسم عن الربيع بن سليمان المرادي عن الشافعي من كتاب الأم وغيره فهو ينسب إلى الشافعي باعتبار أنه مجموع من رواياته الحديثية إلا أنه لم يستوعب جميع روايات الشافعي في كتبه.
وقد أشار إلى ذلك الإِمام الرافعي في مقدمة شرحه هذا وعزا هذا الجمع والإخراج إلى الإِمام أبي العباس مُحَمَّد بن يعقوب بن يوسف الاسم، وقال ابن حجر في "تعجيل المنفعة": إن الشافعي لم يعمل هذا المسند وإنما التقطه بعض النيسابوريين من "الأم" وغيرها من مسموعات أبي العباس الأصم التي كان انفرد بروايتها عن الربيع وبقي من حديث الشافعي شيء كثير لم يقع في هذا المسند، ويكفي في الدلالة على مالك قول إمام الأئمة أبي بكر ابن خزيمة: إنه يعرف عن النبي ﷺ سنة لم يودعها الشافعي كتابه أ. هـ، وكم من سنة وردت عنه ﷺ لا توجد في هذا المسند أهـ. (١)
وقال الروداني في "صلة الخلف": مسند الإِمام الشافعي ﵀ وهو الأحاديث التي أسند الشافعي مرفوعها وموقوفها ووقعت في مسموع أبي العباس الأصم عن الربيع بن سليمان من كتاب "الأم" والمبسوط إلا أربعة أحاديث رواها الربيع عن البويطي عن الشافعي التقطها مُحَمَّد بن
_________
(١) ١/ ٢٣٨ - ٢٣٩.
1 / 22