============================================================
وعلى ذلك جرى الخلاف في كلام الله - تعالى - هل يسمى في الأزل خطابا قبل وجود المخاطبين أم لا(1)؟
والمراد بالخطاب هنا: المخاطب به، من إظلاق المضدر على اشم المفعول(2).
وإضافة الخطاب إلى الله - تعالى - فضل يخرج خطاب غيره، كالملوك والآباء والأمهات والمشايخ وبالجملة، يخرج بهذا القيد خطاب ما سوى الله - تبارك وتعالى - من الملائكة والإنس والجن، فلا يسمى خطاب هؤلاء كلهم حكما شرعيا، وإنما يسمى خطاب الرسل بالتكاليف حكما شرعيا؛ لأنهم مبلغون عن الله - تعالى -) مغضومون في تبليغهم من الكذب، عمدا وسهوا.
وقؤله: "المتعلق بأفعال المكلفين" يخرج به أزبعة أشياء: الأول: خطاب الله تعالى المتعلق بذاته العلية، نخو: لا إلله إلا الله [الصافات: 35].
بذلك الطلب القديم من غير تجدد طلب، (شرح المختصر 1/ 261).
(1) والخلاف مبني على تفسير الخطاب، فمن قال: إنه الكلام الذي علم الله أنه يفهمه المكلف في المستقبل، سمى كلام الله تعالى خطابا، ومن قال: إنه الكلام الذي أفهم بالفعل، لم يسمه خطابا. ويبتني عليه هل كلام الله تعالى حكم في الأزل، وهو لازم القول الأول، أو يصير حكما فيما لا يزال، وهو لازم الثاني، (ينظر في شرح الحلوائي على المنهاج للبيضاوي.) (2) يقال: خاطب زيد عمرا، يخاطبه ومخاطبة: أي: وجه اللفظ المفيد إليه وهو بحيث يسمعه. فالخطاب: هو التوجيه. وخطاب الله تعالى: توجيه ما أفاد إلى المستمع أو من في حكمه. لكن مرادهم هنا بخطاب الله تعالى هو ما أفاد، وهو الكلام النفساني؛ لأنه الحكم الشرعي، لا توجيه ما أفاد؛ لأن التوجيه ليس بحكم، فأطلق المصدر، وأريد ما خوطب به على سبيل المجاز، من باب إطلاق المصدر على اسم المفعول. (شرح الأسنوي على المنهاج، 47/1).
صفحہ 62