82

شرح مختصر اصول فقہ

شرح مختصر أصول الفقه للجراعي

تحقیق کنندہ

رسائل ماجستير بجامعة أم القرى، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

ناشر

لطائف لنشر الكتب والرسائل العلمية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

پبلشر کا مقام

الشامية - الكويت

اصناف

وأبطل هذا التعريف بأمرين: أحدها: أن المعرفة مرادفة للعلم، يقال: "علمت الشيء وعرفته" بمعنى واحد (١) ولهذا قيل في قوله تعالى: ﴿لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ﴾ (٢) أي لا تعرفونهم. وتعريف الشيء بمرادفه لا يصح إذ هو تعريف له بنفسه (٣). الثاني: أنه تعريف دوري (٤) لأن لفظ المعلوم مشتق من العلم ولا بد (من) (٥) معرفته، وحينئذ يحتاج في معرفة العلم إلى معرفة العلم وهو دور (٦). وقال بعضهم: تبين المعلوم على ما هو به (٧). والحد للحقيقة ينتظمها شاهدًا وغائبًا، والله سبحانه يتعالى

(١) قال الغزالي: المعرفة خلاف العلم في اللغة، فإنها لا تتعدى إلا إلى مفعول واحد والعلم يتعدى إلى مفعولين، المنخول للغزالي ص (٣٩). (٢) سورة الأنفال: (٦٠)، واستدل له بقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (١٤٦)﴾ [البقرة: ١٤٦] حيث أقام العلم مقام المعرفة والمعرفة مقام العلم، راجع التمهيد لأبي الخطاب (١/ ٣٧). (٣) انظر: المستصفى للغزالي (١/ ٢٤). (٤) الدور هو: توقف الشيء على ما يتوقف عليه، قاله الجرجاني في التعريفات ص (١٠٤). (٥) ما بين المعكوفين تكرر بالأصل. (٦) ما بين الحاصرتين نقله المؤلف من شرح مختصر الطوفي (١/ ٤٨ / ب). (٧) نسبة أبو الخطاب إلى بعض الأشعرية. انظر: التمهيد له (١/ ٣٦).

1 / 82