136

شرح مصابیح السنہ

شرح المصابيح لابن الملك

تحقیق کنندہ

لجنة مختصة من المحققين بإشراف

ناشر

إدارة الثقافة الإسلامية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

اصناف

"أدرك ذلك لا مَحالة" بفتح الميم؛ أي: أصاب ذلك الحظَّ المكتوب عليه البتة.
وقيل: معناه: خلق لابن آدم الحواس التي يجد بها لذة من الزنا، وأعطاه القوى التي بها يقدر عليه، وركز في جبلَّته حب الشهوات.
"فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تتمنى وتشتهي" والتمنِّي أعم من الاشتهاء؛ لأنَّه يكون في الممتنعات دونه.
"والفرج يصدق ذلك": أي: ما تتمناه النفس فيدعو إليه الحواس وهو الجماع.
"أو يكذبه": ومعنى تكذيبه تركُه والكف عنه، وإسناد التصديق والتكذيب إلى الفرج بطريق المجاز.
أعلم أن هذا ليس على عمومه فإن الخواصَّ معصومون عن الزنا ومقدِّماته، ويحتمل أن يبقى على عمومه بأنَّ يقال: كتب الله على كل فرد من بني آدم صدور نفس الزنا، فمن عصمه الله تعالى بفضله عن الزنا صدر عنه شيء من مقدماته الظاهرة، ومن عصمه بمزيد فضله ورحمته عن صدور مقدماته، وهم خواص عباده، صدر عنه لا محالة بمقتضى الجبلة مقدماتُه الباطنةُ التي هي تمني النفس واشتهاؤها.
"وفي رواية: الأذنان زناهما الاستماع، واليد زناها البطش"؛ أي: الأخذ بها.
"والرجل زناها الخطى": جمع خطوة، وهي ما بين القدمين، يعني: زناها نقل الخطى؛ أي: المشي إلى ما فيه الزنا.
* * *

1 / 105