الأصل فيه قول الله تعالى: {قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم} (¬4)، وقوله سبحانه تعالى : {قال ومن يقنط من رحمة # ربه إلا الضالون} (¬1) وقول الله سبحانه تعالى: {يابني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون} (¬2) هذا التوجيه الرباني إلى عدم القنوط واليأس من روح الله تربية للمؤمنين على أن رحمة الله واسعة، منبها على أن ملازمة القنوط واليأس لا تكون إلا من الكافرين، الذين لم يعرفوا رحمة الله ولا فضله وإحسانه، فوقعوا في هذه الصفة الذميمة، فنتج عن أمنهم من مكر الله سبحانه، عدم خوفهم من الله - عز وجل -، وقد حذر الله من ذلك فقال تعالى: {أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون} (¬3) ولا يتم الخوف والخشية إلا لمن عرف الله - عز وجل -، ولذلك قال تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور} (¬4).
صفحہ 39