85

Sharh Ma'ani Shi'r Al-Mutanabbi by Ibn Al-Ifleili - Second Volume

شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الثاني

تحقیق کنندہ

الدكتور مُصْطفى عليَّان

ناشر

مؤسسة الرسالة

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

پبلشر کا مقام

بيروت - لبنان

اصناف

ثم قال: فالحمد قبل كل، لكافور بما أولاني من تفضله، وكريم تقبله، والحمد بعد ذلك لسوابق الخيل التي أدنتني إليه، ووفدت بي عليه، وللرماح التي أدللت بها، ووثنت بامتناعي بحسن التصريف لها، وبجلدي على الإدلاج والتأويب، وشدة الإسراع في المسير. وَكَيْف أَكْفُرُ يا كَافُورُ نِعْمَتَها ... وَقَدْ بَلَغْنَكَ بي يا كُلَّ مَطْلُوبي يأَيُّها المَلِكُ الغَانِي بِتَسْمِيَةٍ ... في الشَّرْقِ والغَرْبِ عن وَصْفٍ وتَلْقِيبِ أَنْتَ الحَبِيْبُ وَلكِنَّي أَعُوذُ بِهِ ... مِنْ أَنْ أَكُونَ مُحِبًَّا غَيْرَ مَحْبُوبِ الغاني: الظاهر الغنى، وهو فاعل من غني: يغنى، واللقب: يقرن باسم الرجل مما تؤكد به معرفته. فيقول: وكيف أكفر يا كافور نعمة السوابق التي أدنتني إليك، وأنجتني من القوم الذين حاولوا تعويقي عنك، وبلغن بي إليك، وأنت الأمل الذي أوضعت نحوه، والملك الذي أصلت فضله، والذي هو كل مطلوب يقصد، وكل رجاء يعتمد. وجانس بين أكفر وكافور، والتجنيس من بديع الكلام. ثم قال، وهو يخاطب كافورا: يا أيها الملك الجليل قدره، والرئيس المعظم أمره، الذي يحوز له اسمه من كرم الذكر، ويحدد له من الاعتلاء والفخر، ما يغنيه عن الشرف بتلقيب الخلفاء، والاحتمال في ذلك على أحوال سائر الرؤساء. ثم قال له: أنت الحبيب الذي أصفيته غاية مودتي، وآثرته بأملي وخالصتي، وبه أعوذ وبكرمه، وبما حملني من جليل نعمه، من أن أكون محبا لا يقارض بحبه، ومخلصا لا يجازى بحقيقة وده.

1 / 85