قال ارسطو فاما ان ما قيل فى العلل الطبيعية يشبه ان يكون قد فحص عنه جميع اهل النظر وانا لم نات بعلة واحدة خارجة عنها فذلك ظاهر مما تقدم وخليق ان تكون الفلسفة الاولى تستقصى القول فى جميع الاشياء فانها تشتمل على جميع المبادى وعلى ما هو اول التفسير يقول فاما ان ما قلناه فى انواع العلل الطبيعية قد قاله غيرنا من القدماء فبين مما حكيناه عنهم وكذلك يظهر انا عند ذكرنا اصناف العلل انا لم نذكر علة زائدة على انواع العلل التى ذكرها القدماء يشير ان القدماء قد كانوا وقفوا على العلل الاربع فى وقته وهذا الذى ذكره عن القدماء فى هذه المقالة ظاهره انهم اعترفوا بالسبب الذى على طريق المادة والذى على طريق الصورة والذى على طريق الفاعل واما السبب الذى على طريق الغاية فلقائل ان يقول انه لم يظهر مما حكى عن القدماء فى العلل فى هذه المقالة القول به لاكن يشبه ان يكون من قال بالفاعل فقد لزمه القول بالسبب الغائى لان الفاعل انما يفعل من اجل شىء واما من جحد الفاعل وقال بالاتفاق فلم يضع السبب الغائى ولا اعترف به ويشبه ان يكون اشار بذلك الى سقراط وافلاطون فانه حكى فى غير هذا الموضع ان فى وقت سقراط شعر الناس بالسبب الغائى ومالوا من اجل ذلك الى تدبير المدن يريد بحسب ما اعتقدوه فى غاية الانسان وقوله وخليق ان تكون الفلسفة الاولى تستقصى القول فى جميع الاشياء فانها تشتمل على جميع المبادى وعلى ما هو اول يريد وخليق ان يظهر من هذا كله ان الفلسفة هى التى تستقصى القول فى المبادى وتنظر فى جميعها وبخاصة الاول منها فى الوجود والاول فى المعرفة
[51] Textus/Commentum
صفحہ 161