Sharh Lumat al-I'tiqad by Al-Mahmood
شرح لمعة الاعتقاد للمحمود
اصناف
إثبات الأسماء الحسنى والصفات العلى لله ﷿
ثم قال المصنف رحمه الله تعالى: [له الأسماء الحسنى] .
والحسنى هي: الحسنة بالغة الحسن، وهذا بنص القرآن: ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ [الأعراف:١٨٠]، فأسماؤه ﷾ كلها حسنة بالغة الكمال في الحسن.
ثم قال: [والصفات العلى] .
أي: أن له ﷾ الصفات العالية بكمالها وقدرها وعظمتها؛ لأنها صفات عظيم فهي صفات كاملة.
ثم إن المصنف رحمه الله تعالى أراد أن يمثل في بداية هذه العقيدة لبيان منهاج السلف رحمهم الله تعالى ببعض الصفات التي قد يقع فيها خلاف أو كلام أو نحو ذلك بين الفرق والطوائف فقال: [﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ [طه:٥]] .
فهو أولًا ذكر قوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ [الشورى:١١]، أي: أن له الأسماء الحسنى، ثم قال: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ [طه:٥]، فجمع رحمه الله تعالى بين الثناء على الله بما هو ثابت من صفاته مثل صفة الاستواء على العرش، وسيأتينا -إن شاء الله تعالى- في أثناء هذه الرسالة الكلام على صفة الاستواء ومدلوله، والمصنف هنا إنما أراد أن يشير إشارة إلى هذه الآية، لكن أيضًا أراد رحمه الله تعالى مع الثناء أن يبين منهاج السلف رحمهم الله تعالى في إثبات الصفات، وأهل السنة والجماعة يثبتون صفة الاستواء لله ﷾ كما يليق بجلاله وعظمته؛ لأن استواء الله على العرش ورد في كتاب الله ﵎ في سبعة مواضع.
أما من فسره بالاستيلاء أو نحوه أو تأوله بذلك فتأويله باطل، وسيأتي -إن شاء الله تعالى- مناقشة ذلك.
1 / 13