ومن معاني افتعل: معنى تفاعلوا نحو: اختصموا أي تخاصموا، واشتركوا أي تشاركوا، واجتوروا أي تجاوروا، وازدوجوا، أي تزاوجوا، لكن قلبت التاء دالا لوقوعها بعد الراء كما بسطته في في محله، ويدل على أن اجتوروا وازدوجوا بمعنى تجاوروا وتزاوجوا عدم الإعلال فيهما، مع وجود علته فيهما تبعا لعدمه في تجاوروا وتزاوجوا، لما كان في معنييهما، وبسطت ذلك في محله، ومن ذلك قوله تعالى: (يخصمون) بفتح الياء وتشديد الصاد أصله يختصمون، نقلت فتحة التاء للخاء، وأبدلت صادا لما مر في اصطفى من اجتماع حرف همس وحرف إطباق، وأدغمت في الصاد.
ومن وزن افتعل: استكان من السكون، أشبعت فتحة الكاف فتولدت الألف، والأولى أن يكون استفعل من الكون، فألفه هي واو الكون، والأشهر في الإشباع أنه ضروري، وقد خرج بعض على الإشباع قوله تعالى: (فما استكانوا) ومن وزن افتعل يهدي بفتح الياء والهاء، وتشديد الدال أصله يهتدي بسكون الهاء، وفتح التاء وعدم تشديد الدال، نقلت فتحة التاء للهاء، وأبدلت دالا، وأدغمت في الدال.
ومن معاني افتعل: التسبب والسعي في الشيء، ويعبر عنه بالمبالغة في المعنى وغيرها مما مر، وتعبير السعد بزيادة المبالغة في المعنى مشكل، لأن المبالغة لم توجد في أصل افتعل حتى يزاد عليها مبالغة في افتعل، فإنه مثل باكتسب أي اضطرب في الكسب، والمبالغة مدلول اكتسب لا مدلول أصله، وهو كسب، فالأولى أن يقول للمبالغة في المعنى لا لزيادة المبالغة في المعنى.
ويجاب: بأن الإضافة للبيان، أي لزيادة هي المبالغة، فالزيادة بمعنى المزيد أو بأنه من إضافة المصدر لمفعوله بعد حذف فاعله، أي لزيادة المتكلم المبالغة على أصل المعنى، أو من إضافته لفاعله، لأن زاد يلزم ويتعدى، أي ولحصول المبالغة أو زاد بمعنى ازداد تأويلا، أي لازدياد المبالغة، وأشار بالمثال إلى قوله عز وجل: (لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت).
صفحہ 203