شرح لامیت افعال

قطب اطفيش d. 1332 AH
192

شرح لامیت افعال

شرح لامية الأفعال للقطب اطفيش ج2 3

اصناف

وشويت اللحم فانشوى أي قبل الشوى، نقله سيبويه وغيره فنقله حجة على ثعلب المانع لاشتوى، بذلك المعنى القائل أن اشتوى بمعنى شوى، فالمشتوي بالكسر عنده الشاوي لا بمعنى اللحم القابل للشوي، وبعض ذلك لي وبعضه للدماميني في شرح التسهيل، وظاهر قول الطبلاوي عن بعضهم أنه قد يغني افتعل عن انفعل فيما فاؤه لام أو واو أو نون أو ميم، أن ذلك الإغناء قليل، وليس كذلك فإنه لازم غير الميم غالب فيها كما للدملميني، وقد في عرف المصنفين واستعمالهم للتقليل إذا دخلت على المضارع كما نص عليه خالد، إلا إن قيل لم يستعملها ذلك البعض للتقليل بل للتحقيق أو غيره.

قال صاحب التحقيق: ,إذا كان الاستغناء في هذه الحروف جاريا كان قوله تعالى: (يريد أن ينقض) مضارعا لأفعل لا لانفعل، وكذا هو عند أبى علي من النقض.

وقال غيره: هو انفعل ينفعل، هو من القضيض قضضته دققته، ومنه أسد قضقاض كاسر لعظام فريسته، والعادة أن الجدار إذا انهدم صار قضيضا، أي حجارة صغارا، والقضة أرض ذات حجارة صغار في تراب أو رمل، ومنه: "جاءوا بقضهم وقضيضهم" أي لم يبق منهم أحد، قيل: القض كبار الحصى، والقضيض صغاره، ومما يبعد كونه أفعل أنه لا يكون غالبا إلا في اللون، ولكنه أقرب إلى المعنى والحقيقة أ. ه بلفظه.

قلت: بيان ذلك أن (ينقض) في الآية إما مضارع ماضيه على وزن افعل بتشديد اللام، وهو انقض بتشديد الضاد، زيدت ضاد على نقض فوقع الإدغام، وزيدت همزة الوصل فهو مماثل للرباعي، وحذفت همزة في المضارع على القاعدة، فانقض وزنه افعل بالتشديد، وهي نون نقض ينقض بدون تشديد، ويضعف هذا أن أفعل بالتشديد لغير الألوان والعيوب شاذ، وقد يقال: هذا من العيوب الظاهرة، ومجيئه لها غير شاذ.

صفحہ 192