ومن معاني أفعل: مطاوعة استفعل، كاستفتيته فأفتى، ومنها مضادة فعل كأنشدت بمعنى عرفت ، ونشدت بمعنى طلبت، وأنشط العقدة حلها، ونشطها عقدها، وأخفى ستر، وخفى أظهر كذا، قيل: وفيه نظر إذ يحتمل التعريض كأنشدت الضالة عرضتها الناشد أو السلب أي أزلت نشداته، وكذا في أنشطت أي أزلت الأنشوطة، وأخفى عرض للحفاء أو جعله في مكان خفي.
ومن معاني أفعل: الهجوم ذكره سيبويه قال: يقال: طلعت الشمس بدت، وأطلعت هجمت، وأشرقت بدت، وأشرقت هجمت بالشروق، وأضاءت، وقيل: إن أشرقت وشرقت للفرق، قال صاحب التحقيق: وهو أصوب.
ومن معاني أفعل مطلوعة فعل بالتشديد: كفطرته فأفطر، وبشرته فأبشر، قال سيبويه: وهذا النحو قليل، ويقال أيضا: أفطره بالهمزة متعديا.
ومن معاني أفعل الدعاء كأسقيته دعوت له بالسقي، قال ذو الرمة:
وقفت على ربع لمية ناقتي
فما زلت أبكى حوله وأخاطبه
وأسقيت حتى كاد مما أبثه
تكلمني أحجاره وملاعبه
وناقتي مفعول وقفت، لأن يتعدى ويلزم.
قال الرضى: والأكثر في باب الدعاء فعل أي الثلاثي كجدعه وعفره أي قال جدعه الله وعفره.
ومن معانيه التكثير، قال سيبويه: قالوا: غلقت الباب، وغلقت الأبواب حين كثروا العمل يعني بالتشديد والتخفيف قال: وأن قلت: أغلقت الأبواب كان عربيا جيدا قال الفرزدق:
ما زلت أعلق أبوابا وأفتحها
حتى أتيت أبا عمر بن عمار
قال صاحب التحقيق: شرك أفعل أي بالهمزة في هذا فعل أي بالتشديد كما شركه في التعدية، قال سيبويه: ومثل: فرحت وأفرحت نزلت وأنزلت، قال الله عز وجل: (لولا نزل عليه آية من ربه قل إن الله قادر على أن ينزل آية) وقال أيضا: زعموا أنه في قراءة ابن مسعود: (وأنزل الملائكة تنزيلا) لأن معنى أنزل ونزل واحد، وهذا صريح أن أنزل ونزل للتعدية، ومثله عن أبي علي، وذكر سيبويه عن أبي عمرو أنه فرق بينهما فقال: ومثل غلقت وأغلقت أجودت وجودت وأشباهه، وكان أبو عمرو أيضا يفرق بين أنزلت ونزلت أ. ه.
صفحہ 155