شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري - الغنيمان

Abdullah bin Muhammad Al-Ghunayman d. Unknown
92

شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري - الغنيمان

شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري - الغنيمان

ناشر

مكتبة الدار

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٠٥ هـ

پبلشر کا مقام

المدينة المنورة

اصناف

الحق، وأنصحهم للخلق، فلا استدراك عليه، فيجب أن يبقى ما أطلقه ﷺ على الله - تعالى - بدون تأويل، إلا إذا كان يريد بذلك تفسير معنى الصبر، ولكن الأولى أن يبقى كما قال؛ لأنه واضح ليس بحاجة إلى تفسير. قوله في الحديث: " اصبر" أفعل تفضيل من الصبر، ومن أسمائه الحسنى "الصبور"، ومعناه: الذي لا يعاجل العصاة بالعقوبة، وهو قريب من معنى الحليم، والحليم أبلغ في السلامة من العقوبة (١) . وقال الزجاج: " أصل الصبر في الكلام: الحبس، يقال: صبرته على كذا صبرًا: إذا حبسته، ومعنى الصبر والصبور في اسم الله - تعالى - قريب من معنى الحلم" (٢) . وقال ابن الأثير: " الصبور: هو الذي لا يعاجل العصاة بالانتقام منهم، بل يؤخر ذلك إلى أجل مسمى، فمعنى الصبور في صفة الله - تعالى - قريب من معنى الحليم، إلا أن الفرق بين الأمرين أنهم لا يأمنون العقوبة في صفة الصبور، كما يأمنون منها في صفة الحليم" (٣) . يقصد أن صفة الحلم أكثر رجاء ورحمة وأوسع لعباده، من صفة الصبور، والله أعلم. قوله: "على أذى سمعه من الله" لفظ الأذى في اللغة هو لما خف أمره، وضعف أثره من الشر والمكروه، وذكره الخطابي، قال شيخ الإسلام: "وهو كما قال، بخلاف الضرر، فقد أخبر - سبحانه- أن العباد لا يضرونه، كما قال تعالى: ﴿وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللهَ شَيْئًا﴾ (٤)، فبين أن

(١) "فتح الباري" (١٣/٣٦١) . (٢) " تفسير أسماء الله الحسنى" (ص٦٥) . (٣) "جامع الأصول" (٤/١٨٣) . (٤) الآية ١٧٦ من سورة آل عمران.

1 / 94