40

Sharh Kitab al-Siyasah al-Shar'iyah li Ibn Taymiyyah

شرح كتاب السياسة الشرعية لابن تيمية

ناشر

مدار الوطن للنشر

ایڈیشن

الأولى

اشاعت کا سال

1427 ہجری

پبلشر کا مقام

الرياض

اليمن. وإنما أخذ كل واحد من أولاده، من تركته شيئًا يسيرًا. يقال: أقل من عشرين درهمًا(١).

قال: وحضرتُ بعض الخلفاء وقد اقتسم تركته بنوه، فأخذ كل واحد منهم ستمائة ألف دينار، ولقد رأيت بعضهم يتكفَّفُ الناس - أي يسألهم بكفَّه ..

وفي هذا الباب من الحكايات والوقائع المشاهدة في الزمان، والمسموعة عما قبله، ما فيه عبرة لكل ذي لُبِّ.

وقد دلَّت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن الولاية أمانة(٢) يجب أداؤها في مواضع، مثل ما تقدم، ومثل قوله لأبي ذر


(١) هذا الخليفة الذي امتدَّ ملكه هذا الامتداد العظيم، لم يأخذ أولاده من تركته إلا أقل من عشرين درهمًا، فالله المستعان.

(٢) سمعت بعض رؤساء الكفر يقول - بعد أن فاز برئاسة الجمهورية - : أنا لا أفرح بذلك - وهو كاذب فيما يظهر؛ لأنه يبذل المال لكي ينجح في الانتخابات - قال: لأن الرئاسة ليست تشريفًا، وإنما هي تكليف. لكن لا شك أن هذا دعاية استهلاكية؛ لأنه لا يقوم باللازم. الولاية في دين الإسلام تكليف وأمانة، فبدل أن يكون الإنسان مسؤولاً عن أهله، صار يُسأل عن أُمَّةً.

ومعلوم - أيضًا - أنه لن يحيط بالأمة؛ لكن يجب عليه أن يولِّي من ينوب عنه. فمن يولّي؟

يجب أن يولِّي من هو أصلح في العمل الذي ولِّي عليه، سواء كان قريبًا أم بعيدًا.

31