الإبل وغيرها، فإن قوله بعد: أو فحول ... الخ، ربما تعين الإبل، ومن ثم قيل إن في عبارته تدافعًا كما أوضحته في حواشيه: والله أعلم.
وأما الوحشي فإن معناه يفهم مما قدمناه، وكلام علماء المعاني فيه أوضح من كلام اللغويين، وكذلك قالوا كما نقله السعد في مطوله، والسيد في شرح المفتاح، وغيرهما:
الوحشي منسوب إلى الوحش الذي يسكن القفار، استعيرت للألفاظ التي لم يؤنس استعمالها فيوجد فيها ثقلًا على السمع وكراهية على الذوق، كما أشرنا إليه من قبل في تعريف الغريب القبيح لأنه مرادفه عندهم كما مر آنفًا، والله أعلم.
و«الألفاظ» جمع لفظ، وهو في الأصل مصدر لفظت الشيء، وبه، كضرب وسمع: إذا رميته، ثم ن قل في عرف علماء اللسان ابتداء كما هو ظاهر إطلاقاتهم، أو بعد جعله بمعنى الملفوظ كالخلق بمعنى المخلوق، كما ارتضاه الرضي مقتصرًا عليه - إلى ما يتلفظ به الإنسان. قال في التوضيح: والمراد باللفظ: الصوت المشتمل على بعض الحروف الهجائية. وقد أشار الفخر الرازي إلى مناسبة إطلاقه على الصوت فقال: سمي الصوت لفظًا لكونه يحدث بسبب رمي الهواء من داخل الرئة إلى خارجها، إطلاقًا لاسم السبب على المسبب، ونقله في التصريح. والمشهور في اللفظ أنه يطلق على المستعمل الموضوع له معنى، وعلى المهمل الذي لا معنى له، بخلاف القول والكلام. وحقق الرضي في شرح الحاجبية أن القول والكلام واللفظ من حيث أصل اللغة بمعنى، لكن القول اشتهر في المفيد بخلاف اللفظ
1 / 92