على نعم يؤذن الحمد بازديادها»، وأيده بقوله تعالى: ﴿وأما بنعمة ربك فحدث﴾، بل هذا المقام أولى به من ذاك، إذ ليس هنا مقام حمد ولا دعاء بخلاف ذاك كما أوضحته في شرح نظم الفصيح وحواشي السعد وغيرهما. واعتبر الجوارح المعينة للعقل على هذا التأليف، وعبر عنها بضمير الجمع كما اختاروه في «نحمدك» ومثله يقال في «جنبناه» وما بعده، والله أعلم.
[الحوشي والغريب من الألفاظ]:
ولما ذكر ما أودعه في كتابه، عقبه بذكر ما جنبه إياه، زيادة في الترغيب، فقلا: (وجنبناه حوشي الألفاظ واللغات) أقول: التجنيب: الإبعاد، يقال: جنبته الشيء، ومنه، كنصر: إذا أبعدته، ومنه ﴿واجنبني وبني أن نعبد الأصنام﴾ ويشدد للمبالغة فيقال: جنبته تجنيبًا كما يقال: قطع وقطع، كما أشار الفيومي كالجوهري. وزاد المجد: أجنب رباعيًا كأبعد إبعادًا وزنًا ومعنىً.
والحوشي: بضم الحاء المهملة وبعد الواو شين معجمة فياء نسبة، هكذا هو في غالب النسخ التي رأيناها [ورويناها] ويوجد في بعض النسخ «وجنبناه وحشي» بالفتح منسوب إلى الوحش، وكلاهما بمعنى واحد، بل ظاهر عبارتهم أن الغريب أيضًا مثلهما، إلا أن الصواب فيه ما قدمناه، وإن كان إطلاقه على الوحشي أكثر كما في عمدة ابن رشيق وكتب المعاني واللغة، والله أعلم. وأما الحوشي بالضم ففسره في القاموس بالغامض من الكلام. وفي الصحاح حوشي الكلام: وحشيه وغريبه، وفي الصحاح: مستغربه. وفي
1 / 90