وأربع كالصداق، وخمس كالشمال، وست كالقسطاس. قال: ولا يكون أكثر من هذا. قلت: فهو صريح في أن الكلمة لا يكون فيها أكثر من ست لغات وهو بعيد جدًا، فقد حكوا ألفاظًا كثيرة فيها عشر لغات وأكثر كما في الشمال الذي زعم أن فيها خمس لغات، فقد حكى المجد فيها إحدى عشرة لغة، وزد عليه لغة أخرى ثانية عشرة كما سيأتي. والخاتم حكى العراقي فيها عشر لغات، والأترج حكى فيه الشهاب القسطلاني ثماني لغات، وغير ذلك مما لا يخفى عمن له ممارسة باستقراء اللغات، حتى إنه لا يمكن الإحاطة بالألفاظ التي فيها عشر لغات وأكثر، بل من الألفاظ مما فيه عشرون وثلاثون لغة وأزيد، فكلامه لا يخلو عن مسامحة، وإن نقله الجلال السيوطي في المزهر، وسلمه، واحتج به، فإن الاستقراء يأباه كما سنلم ببعض ذلك في أثناء الشرح، إن شاء الله تعالى.
وهذا بعض ما يتحمله المقام من متعلقات الفنون اللغوية من الكلام، ولو وفيناه حقه، وأعطيناه من الكلام والفوائد مستحقه، لاحتاج إلى سفر على جهة الاستقلال، ولربما تعجز الأسفار عن الإسفار عما في فنون هذا العلم من
1 / 82