101

Sharh Kashf al-Shubuhat by Muhammad ibn Ibrahim Al Sheikh

شرح كشف الشبهات لمحمد بن إبراهيم آل الشيخ

تحقیق کنندہ

محمد بن عبد الرحمن بن قاسم

ناشر

طبع على نفقة محمد بن عبد الرحمن بن قاسم

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤١٩هـ

اصناف

ولكن للمشركين شبهة يدلون بها عند هذه القصة وهي أنهم يقولون إن بني إسرائيل لم يكفروا بذلك وكذلك الذين قالوا للنبي ﷺ اجعل لنا ذات أنواط لم يكفروا.
فالجواب أن نقول إن بني إسرائيل لم يفعلوا وكذلك الذين سألوا النبي ﷺ لم يفعلوا، ولا خلاف أن بني إسرائيل لو فعلوا ذلك لكفروا، وكذلك لا خلاف أن الذين نهاهم النبي ﷺ لو لم يطيعوه واتخذوا ذات أنواط بعد نهيه لكفروا. وهذا هو المطلوب.
ــ
موسى مُنكِرًا عليهم ﴿إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾ ١.
(وقول أناس من الصحابة) لما مروا بقوم يعلِّقون أسلحتهم على شجرة ويسمونها بهذا الاسم (اجعل لنا ذات أنواط) ٢فأنكر عليهم النبي ﷺ وغلظ هذا الإنكار بأنواع التغليظ (فحلف رسول الله ﷺ أن هذا مثل قول بني إسرائيل ﴿اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا﴾) الآيات.
(ولكن للمشركين) عند كشف شبهتهم السابقة (شبهة يدلون بها عند هذه القصة) يشبِّهون ويمانعون في كون ذلك دليلًا، قالوا:
(وهي أنهم يقولون إن بني إسرائيل لم يكفروا بذلك وكذلك الذين قالوا للنبي ﷺ اجعل لنا ذات أنواط لم يكفروا.

١ سورة الأعراف، الآية: ١٣٨.
٢ ولفظه: عن أبي واقد الليثي ﵁ قال: "خرجنا مع رسول الله ﷺ ونحن حُدثاءُ عهدٍ بكفر، وللمشركين سِدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط، فمررنا بسدرة فقلنا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال رسول الله ﷺ: "الله أكبر، إنها السنن، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى اجعل لنا إلهًا كما لهم آلهة، فقال: إنكم قوم تجهلون. لتركَبُنَّ سنن من كان قبلكم" رواه الترمذي وصححه. =

1 / 106