فإن تفاضلتا حذفت أيتهما شئت فتقول في قلنسوة قلينسة وقليسية، فتارة تحذف النون وتارة تحذف الواو لأن النون تفضل بالتقديم والواو أيضا تفضل الحركة.
فإن كان الخماسي على وزن أفعال جمعا أو في آخره ألف التأنيث الممدودة أو المقصورة أو الألف والنون المشبهتان لها فإنك تبقي ما قبل الآخر على ما كان عليه فتقول في أجمال أجيمال وفي حمراء حميراء وفي سكران سكيران.
فإن كان على أزيد من خمسة (أحرف) حذفته حتى يرجع إلى أربعة أحرف ما لم يكن رده إلى خمسة. رابعها حرف مد ولين.
وحكم الحروف في الحذف حكمها في الخماسي ولا يتعد بألف التأنيث ولا بتائه ولا بالألف والنون المشبهتين لألفي التأنيث، بل يعتد بما عدا هذه الحروف، وقد تقدم خلاف أهل الكوفة في تصغير ما زاد على أربعة في أول هذا الباب.
باب تصغير الظروف
وهي تنقسم قسمين: متصرف وغير متصرف. فالمتصرف تصغيره كتصغير الأسماء غير الظروف، وغير المتصرف ينقسم قسمين: قسم لم يتصرف في موضع أصلا وقسم يتصرف قليلا. فالذي لا يتصرف أصلا لا يجوز تصغيره نحو: بعيدات بين وذات مرة وسبحان الله.
والذي يتصرف قليلا لا يجوز تصغيره إلا ضرورة حيث سمع، وقياسه في التصغير كقياس الأسماء إلا أنك تلحق المؤنث منه تاء التأنيث. وإن كان على أزيد من ثلاثة أحرف وذلك أنه حيث قل تصريفه لم يكن له ما يستدل به على تأنيثه، بخلاف الأسماء المنصرفة فإن الإخبار عنها والإشارة إليها تدل على تأنيثها فلذلك قيل في تصغير قدام ووراء: قديديمة ووريئة، إذ لو لم تلحق تاء التأنيث لتوهم أنهما مذكران.
باب تصغير الأسماء المبهمة
قد تبين أن الأسماء المتوغلة في البناء لا يجوز تصغيرها إلا أسماء الإشارة والذي والتي من الموصولات واللاتي.
صفحہ 16