Sharh Jawami' Al-Akhbar - Abdul Karim Al-Khudair
شرح جوامع الأخبار - عبد الكريم الخضير
اصناف
هذا الحديث، حديث جابر في الخصائص النبوية وخصائصه ﵊ منها ما هو خاص به لشخصه، ومنها ما يتناول الأمة دون سائر الأمم، خصائص النبي ﵊ كثيرة جدًا ألفت فيها المؤلفات، الخصائص النبوية، منها هذه الخمسة: «أعطيت خمسًا» يعني من الخصال «لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي، نصرت بالرعب مسيرة شهر» بعض الروايات: «شهرين» ولا شك أن الشهر ذاهبًا وإيابًا يكون شهرين، «نصرت بالرعب» يقذف الله -جل وعلا- في قلوب أعدائه الرعب من هذه المسافة البعيدة الطويلة، فهل هذا خاص بشخصه ﵊ كما أعطي الشفاعة أو هو له ولأمته دون سائر الأمم كما في قوله: «جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا»؟ بمعنى أنه مهما كانت الأمة من الالتزام والاستقامة، وكان قائدها أقرب إلى تحقيق الأوامر والنواهي من غيره، وأقرب إلى تطبيق سنة النبي ﵊ هل ينصر بالرعب تبعًا لنبيه ﵊، ويكون نصره بالرعب بقدر ما عنده من استقامة، بحيث لو كان مفرطًا ينصر بالرعب مسيرة نصف شهر، مسيرة عشرة أيام، مسيرة يوم مثلًا، أو نقول: إن هذا خاص بالنبي ﵊ كما في قوله: «وأعطيت الشفاعة»؟ لا شك أن الرعب موجود في كل من اقتدى به ﵊، والهيبة التي يقذفها الله -جل وعلا- في قلوب العباد وإن كان هذا الشخص في ظاهره صاحب خلق، وصاحب ابتسامة، وصاحب لين جانب؛ لكن بقدر ما عنده من الاستقامة يجعل الله في قلوب غيره من الرهبة له والهيبة ما يجب، وكل له نصيبه بقدر اقتدائه بالنبي ﵊، وهذا شيء مشاهد، تجد شخص من أهل العلم، وإن كان من أسهل الناس، ومن أطيبهم خلق، وأكثرهم بشاشة، تجده أحيانًا تريد أن تسأله خمسة أسئلة تضيع أربعة، إيش بيسوي بك؟ ما هو مسوي شيء؛ لكن هذا رعب، هذه هيبة، وهذا حاصل، تأتي إلى الشخص وهو من خير الناس، من العباد والزهاد تسأله، والله إيش السبب؟ بيده سيف وإلا .... ما بيده شيء، لا شك أن مثل هذه هيبة يضعها الله -جل وعلا-، وضعها للنبي ﵊، ووضعها في أتباعه، وكل بحسبه، وإلا فالنبي ﵊ من أسهل
5 / 2