شرح جالینوس بر کتاب ابقراط کہ جسے افیذیمیا کہتے ہیں
شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا
اصناف
وإني لأعرف رجلا دعاه أهل مدينة إلى أن يحضر مجلس قوم اجتمعوا للمناظرة فاحتال فأوهم أن به وجع قولنج كيما لا يحضر ذلك المجلس لأنه رأى ذلك أجود. فتوهمت عليه في ذلك الوقت أن ما يدعي من الوجع باطل ثم إنه بأخرة أقر لي بذلك بلسانه لأنه كان أنسأني وكان لا يزال يشاورني فيما يحتاج إليه من علاج الطب. وعندما دعاني في ذلك الوقت سألني أن أكمده مرة بمناديل مسخنة ومرة بصوف ومرة بأكياس فيها جاورس مسخن ولم أكن أراه تمادى في طلب العلاج على أني قد كنت أعرفه قديما جبانا مفرط الجبن خوارا يهوله الشيء اليسير جدا.
وكان قد علم أني قبل ذلك الوقت بأيام يسيرة دعيت إلى رجل كان به وجع القولنج فسقيته شيئا من دواء فيلن فسكن عنه الوجع من ساعته فعلمت أنه لو كان يجد وجعا بالحقيقة لقد كان لا محالة يتطلب مني أن أسقيه من ذلك الدواء. ثم صحح ذلك ما كان بعد وذلك أنه لما أن انقضى ذلك المجلس كف ذلك الرجل عن الصراخ وأوهم أن الوجع قد سكن عنه ثم لم يلبث أن دخل الحمام فاستحم. ونظرت أيضا فيما تقدم من تدبيره فوجدته تدبيرا لا يمكن معه وجع القولنج لأن هذه العلة إنما تكون في أكثر الأمر بسبب تخم وبرد ولم يكن عرض لهذا الرجل قبل ذلك الوقت شيء من هذا.
فلما أن تفكرت في هذه الأشياء كلها وتدبرتها قنعت نفسي أنه ليس بمحق فيما يدعي من وجع القولنج فخسرت وكان صديقا. فقلت له لما أراد أن يأوي إلى فراشه: «لقد لطفت وأحسنت الحيلة في دعواك ما ادعيت من الوجع للتخلص من أن تقضوك جماعة أهل المدينة على أمر لا تهواه وما كنت لتسلم منها لولا أنك احتلت لنفسك هذه الحيلة». فدعا الرجل إظهاري استحسان حيلته ومدحي له عليها إلى أن أقر بها.
صفحہ 256