فإن المرض كثيرا قد «ينقلب عن طبعه الأول إلى ضده» ومعنى ذلك أنه إن ظهرت الأشياء التي يكون معها البحران والمرض بعد مبتدئ فإن تلك الأشياء التي كان ينتفع بظهورها إذا ظهرت في منتهى المرض لا ينتفع بها بل تجلب مضرة وربما كانت تلك المضرة ليست باليسيرة. ونظير ذلك أن «الأعلام الرديئة قد تنقلب» كثيرا «إلى الضد» فإنا ربما رأينا المريض يتقيأ شيئا في لون الزنجار أو أسود أو أخضر أو يختلف اختلافا بهذه الألوان وربما كان منتنا عفنا ولا تعرض له من ذلك مضرة بل يخرج به عن مرضه الخروج التام. وذلك أن هذه الأعلام تلحق دائما الأمراض الرديئة إلا أنه ربما كان بها انتقاص جميع ذلك الفضل الذي في البدن حتى ينقى منه وذلك يكون إذا ثابت قوة الطبيعة حتى تظهر على ذلك الفضل فتدفعه.
[chapter 20]
قال أبقراط: وينبغي أن تجعل النظر من هذه الوجوه: من الألوان ومن الضمور ومن انتفاخ العروق ومن ميل المواضع التي دون الشراسيف إلى فوق وميلها إلى أسفل.
صفحہ 132