قال جالينوس: أما معنى هذا الكلام فليس بالغامض وذلك بسبب ما قيل فيما تقدم إلا أني أظن أن الألفاظ قد وقع فيها خطاء. فإنه إنما يريد أن حال الخريف في «مزاج الهواء» في كل واحدة من السنين شبيهة بحال كل واحد من الأمراض في «هيجانه بالعشي» وذلك يكون إذا حفظت السنة مزاجها على نظامه في أوقاتها. فقد قال في كتاب الفصول: «متى كان في أي وقت من أوقات السنة في يوم واحد مرة حر ومرة برد فتوقع حدوث أمراض خريفية». والأشياء التي «تتجدد في الطبيعة العليا» يعني في الهواء المحيط بالأبدان هي أمور مزاجه كما دل في أول هذه المقالة فيما ذكر من أمر الجمر الذي حدث بقرانون.
[chapter 10]
قال أبقراط: إذا كانت أوقات السنة لازمة لنظامها وكان في كل وقت منها ما ينبغي أن يكون فيه كان ما يحدث فيها من الأمراض حسن النظام حسن البحران. وإذا كانت أوقات السنة غير لازمة لنظامها كان ما يحدث فيها من الأمراض غير منتظم سمج البحران من ذلك ما يكون بمدينة بارنثس متى نقص شيء أو زاد فيها إما من الرياح وإما من عدمها وإما من المطر وإما من عدمه وإما من الحر وإما من البرد ثم يكون الربيع في أكثر الأمر على أفضل حالات الصحة وأقل ما يحدث الموت.
صفحہ 102