95

Sharh Hisn al-Muslim

شرح حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة

ناشر

مطبعة سفير

پبلشر کا مقام

الرياض

اصناف

للضوء المنتشر منه في الأبصار، وتسمية النبي ﷺ به للدلالات الواضحة، التي لاحَت منه للبصائر، وسمى القرآن نورًا لمعانيه التي تُخرج الناس عن ظلمات الكفر والجهالة، وسمى نفسه نورًا لما اختص به من إشراق الجلال، [وسبحات] العظمة، التي تضمحل الأنوار دونها. وهذا الاسم على هذا المعنى لا استحقاق فيه لغيره سبحانه، بل هو المستحق له المدعو به: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ (١). قوله: «أنت قيم السموات» أي: الذي يقوم بحفظها ومراعاتها، وحفظ من أحاطت به، واشتملت عليه، يؤتي كل شيء ما به قوامه، ويقوم على كل شيء من خلقه مما يراه من تدبيره. قوله: «أنت رب السموات والأرض» أي: أنت مالك السموات والأرض «ومن فيهن» والرب يأتي بمعنى المالك والسيد والمطاع والمصلح. قوله: «أنت الحق» الحق اسم من أسماء الله - تعالى -؛ ومعناه: الموجود حقيقة، المتحقق وجوده وإلاهيته. قوله: «ووعدك الحق» أي: الثابت غير الباطل؛ قال الله تعالى: ﴿رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾ (٢). قوله: «وقولك الحق» أي: غير كذب، بل هو صدق حقًا وجزمًا.

(١) سورة الأعراف، الآية: ١٨٠. (٢) سورة آل عمران، الآية: ٩.

1 / 96